ثقافة
معرض الخط العربي يحتفي بالحرف والهوية في متحف أحمد زبانة بوهران

عصام بلكدروسي
في أجواء فنية احتفالية، انطلقت بمتحف أحمد زبانة بوهران، فعاليات معرض الخط العربي بمشاركة نخبة من الفنانين الخطاطين من مختلف ولايات الوطن.
حيث اجتمع عشّاق الحرف العربي لاستكشاف جمالية هذا الفن العريق وما يحمله من رمزية ثقافية وفنية متجذّرة في الذاكرة الجزائرية.
شهد المعرض عرضَ مجموعة واسعة من اللوحات التي عكست تنوّع المدارس الخطّية وتعدّد التيمات التي اشتغلت عليها أنامل الخطاطين، بدءاً من الخط الكلاسيكي وصولاً إلى الأعمال المعاصرة التي مزجت بين الحرف والتشكيل. وقد سعى المشاركون من خلال أعمالهم إلى إبراز التأثير العميق للخط العربي على المبدعين والمختصّين فيه، باعتباره فناً يحمل بعداً روحياً وجمالياً يتجاوز حدود الزخرفة إلى فضاءات التعبير والهوية.
ولقي جناح الخط العربي الإسلامي الجزائري اهتماماً خاصاً من قبل الزوار، لما حمله من لوحات تعكس الخصوصية المحلية لهذا الفن، وتبرز بصمته في تشكيل الهوية الثقافية الوطنية، من خلال استخدام أساليب مستوحاة من المخطوطات الجزائرية والتراث الحروفي العريق.
ضمن البرنامج المرافق، قدّمت البروفيسور زاهية بن عبد الله، إطار بوزارة الثقافة والفنون، محاضرة ثرية تطرّقت فيها إلى أهم المحطات التاريخية للخط العربي في الجزائر، مسلّطة الضوء على تطوّر هذا الفن عبر العصور، فضلاً عن الجانب الفلسفي والعرفاني الذي يميّز علاقة الفنان بالحرف وأبعاده الرمزية والجمالية.
وفي تصريح له على هامش الافتتاح، شدّد مدير المتحف الوطني أحمد زبانة، السيد هشام سقال، على أهمية تنظيم مثل هذه التظاهرات الفنية بصورة دورية، مؤكداً أنّها تسهم في نقل رسائل ثقافية وتربوية ذات قيمة عالية للجيل الصاعد، وتساهم في ترسيخ الوعي بالتراث الوطني وتشجيع الشباب على استكشاف هذا الفن الأصيل.
بهذا، يواصل المتحف دوره في تنشيط الساحة الثقافية بوهران، مقدّماً فضاءً يلتقي فيه الإبداع بالهوية، ويحتفي فيه الجمهور بجماليات الخط العربي في أبهى تجلّياته.



