الرئيس الجزائري يرافع: ندعو لإنشاء لجنة اتصالات وتنسيق عربية للقضية الفلسطينية بمجلس الأمن وأن تكون فلسطين كاملة العضوية بالأمم المتحدة

تناول الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون” الكلمة وهو يتسلم رئاسة القمة العربية من أخيه ونظيره التونسي “قيس سعيد”، مرحبا بجميع المشاركين، شاكرا لهم مقاسمة الشعب الجزائري إحياؤه للذكرى الخالدة لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة.

وأضاف الرئيس الجزائري أمام ضيوف الجزائر بقاعة الإجتماعات بمركز المؤتمرات الدولية “عبد اللطيف رحال” أن القمة العربية هذه المرة تنعقد في ظروف إقليمية ودولية متميزة، لم يعشها عصرنا الحالي، بمخاطرها وتعاظم صعوبتها داخليا، لاسيما الأمن الغذائي. مؤكدا أنه إذا أردنا كعرب أن نثبت وجودنا ونحقق التقدم، لابد أن تكون لنا ثقة في أنفسنا، لاسيما وأن مداخلينا توازي وتتجاوز احتياطات دول أوربية وبعض المجموعات بجنوب أمريكا.

الرئيس الجزائري، عاد في كلمته إلى أهم محاور القمة العربية، ورافع لصالح القضية الفلسطينية التي تأتي على رأس أولويات اجتماع القادة العرب، في ظل الصمت العالمي الرهيب، رغم الاضطهاد الممنهج ضد الشعب الفلسطيني وما يعانيه سكان “نابلس” هذه الأيام، أمام العالم الذي يتفرج في صمت، إلى جانب الاستيلاء على المزارع والأراضي الفلسطينية، عمليات التقتيل المتواصلة ضد الفلسطينيين وتهديم منازلهم وتشريدهم وتهجيرهم، وتشريد السكان الأصليين، بما في ذلك في مدينة القدس الشريف وما صاحبها من مخططات التهويد الهادفة إلى طمس هويتها الإسلامية والمسيحية، وتغيير معالمها التاريخية والاقتحامات الاستفزازية لباحات المسجد الأقصى، أولى القبلتين، من قبل جيش الاحتلال الصهيوني والمجموعات الاستيطانية المتطرفة. مؤكدا على ضرورة تجديد الاتزام الجماعي وإعادة التأكيد على تمسك العرب بمبادرة السلام العربية بكافة عناصرها، باعتبارها المرجعية المتوافق عليها عربيا والركيزة الأساسية لإعادة بعث مسار السلام في الشرق الأوسط والسبيل الوحيد لقيام سلام عادل وشامل يضمن

 للشعب الفلسطيني تحقيق طموحاته المشروعة في إقامة دولته المستقلة في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وكذلك إنهاء احتلال كافة الأراضي العربية بما فيها الجولان السوري.

وأمام كل هذه التجاوزات دعا الرئيس “تبون” لإنشاء لجنة اتصالات وتنسيق عربية للقضية الفلسطينية تكون على اتصال بمجلس الأمن. مؤكدا أن الجزائر جاهزة للمطالبة بعقد جمعية عامة استثنائية لمنح العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة. كما شكر الفصائل الفلسطينية التي أنجحت “إعلان الجزائر”، داعيا أياهم لاتباع البيان الجزائري لتنفيذ بنوده، مادامت الجزائر تضع تحت تصرفهم كل ما يساهم في تعزيز وحدتهم وتطبيق مبادئه في أقرب وقت.

كما ناشد الرئيس الجزائري الحضور إلى العمل على حشد المزيد من الدعم الدولي لنصرة الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض إلى عملية سحق ممنهجة في بعدما عجز مجلس الأمن الدولي على إيجاد حل للدولتين.

عرج رئيس القمة العربية، الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون” على الوضع المعقد الذي تعيشه الجامعة العربية، حيث قال: “أصبح ضروريا إيجاد حل للعرب بالجامعة العربية، حتى تقوم بدورها لتواكب التطور الحاصل بالعالم، بالإسراع في القيام بإصلاحات جذرية عميقة وشاملة لمنظومة العمل العربي المشترك حتى تتمكن الجامعة من الاضطلاع بدورها كأداة رئيسية للعمل العربي المشترك، في مواجهة التحديات ومواكبة التطورات التي يشهدها العالم إقليميا ودوليا.، ومنح الشباب العربي في عالم الإبداع والتنافس”.

تطرق الرئيس “تبون” إلى الأزمات التي تشهدها بعض الدول الشقيقة مثل ليبيا وسوريا واليمن، اللاتي مازالت تبحث عن سبيلها للحل. مناشدا جميع الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية إلى تفضيل الحوار الشامل والمصالحة الوطنية، بعيدا عن أي تدخل في الشؤون الداخلية، من أجل الوصول إلى الحلول السياسية السلمية التوافقية التي تمكن شعوبها من صياغة مستقبلها وتحقيق تطلعاتها المشروعة في الحرية والكرامة، بما يضمن الحفاظ على سيادتها ووحدة شعوبها وسلامة أراضيها.

مشيرا إلى أن اقتران انعقاد القمة العربية بذكرى اندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر المظفرة، ليشكل بالنسبة لنا مبعث فخر وأمل كبيرين، فخر باستحضار التفاف الأشقاء العرب وغيرهم من أحرار العالم، حول ثورة الشعب الجزائري المجيدة للدفاع عن قضيته العادلة، وأمل في أن نتمكن جميعا من استحضار وإحياء هذه القيم وإعلائها في مواجهة التحديات الوجودية التي تهدد أمن واستقرار وازدهار شعوبنا ودولنا.

وختم رئيس القمة العربية كلمته،  بثقته العالية، إلى النتائج الإيجابية والمثمرة التي سوف تتوِج النقاشات التي ستشهدها القمة، لاسيما في إطار الجلسة التشاورية، من أجل تجديد الروح التوافقية الجماعية وبلورة الحلول العملية، واتخاذ القرارات الضرورية لرفع التحديات المفروضة على الأمة العربية، في مختلف المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والتنموية.