وطني

قانون تجريم الاستعمار الفرنسي: وضع الآليات المطالبة بالاعتراف والاعتذار وإقرار لتدابير جزائية تُجرّم تمجيد الاستعمار

 

ح.ن
تضمن اقتراح القانون المتعلق بتجريم الاستعمار الفرنسي المعروض اليوم، بالمجلس الشعبي الوطني ، تعداد لجرائم الاستعمار الفرنسي، وتحديد لمسؤولية الدولة الفرنسية عن ماضيها الاستعماري، ووضع لآليات المطالبة بالاعتراف والاعتذار، وإقرار لتدابير جزائية تُجرّم تمجيد الاستعمار أو الترويج له، ليس موجّهًا ضد شعب، ولا يستهدف الانتقام أو تأجيج الأحقاد، بل ينطلق من مبدأ مكرَّس مفاده أن الجرائم ضد الإنسانية لا تُمحى بالتقادم، ولا تُبرَّر بالقوة، ولا تُغلق ملفاتها بالصمت.
هذا ما أوضحه رئيس المجلس الشعبي الوطني ابراهيم بوغالي اليوم ، مبرزا أن الاستعمار الفرنسي للجزائر كان مشروعًا متكامل الأركان للاقتلاع والتجريد، اغتصب الأرض، فصادرها من أهلها الشرعيين، ووزّعها على المستوطنين، وجعل الجزائري غريبًا في وطنه، محرومًا من خيرات أرضه، مُقصًى عن حقه في العيش الكريم، تُلاحقه سياسات الإفقار والتجويع والتهميش، في محاولة ممنهجة لكسر إرادته ومحو هويته وقطع صلته بجذوره التاريخية والحضارية.
  ولم يقف هذا المشروع الاستعماري عند حدود مصادرة الأرض ونهب الثروات، بل تمدّد إلى سياسات النفي والتهجير القسري، حيث شُرّدت العائلات، وأُفرغت القرى والمداشر من أهلها، وزُجّ بالجزائريين في محتشدات ومعسكرات قاسية، لم تكن سوى أدوات للسيطرة الجماعية وكسر الروابط الاجتماعية والثقافية للشعب الجزائري.
   وشهدت الجزائر، يفصل رئيس المجلس الشعبي الوطني ،خلال الحقبة الاستعمارية، مجازر جماعية وجرائم قتل عمدي واسعة النطاق، سقط ضحيتها ملايين الأبرياء في الوطن والمهجر، في فصول دامية لا تزال حاضرة في الذاكرة الجماعية للأمة التي يتناقلها الأجيال ولا تندثر بتعاقبها. وإلى جانب ذلك، مورست في السجون والمعتقلات أبشع صنوف التعذيب الجسدي والنفسي، في خرق سافر لكل القيم الإنسانية والمواثيق الدولية، بهدف إخضاع شعب بأكمله، وإرغامه على القبول بالاستعمار باعتباره قَدَرًا لَا فِكَاكَ مِنْهُ.
 وتابع بوغالي، أن من أكثر الجرائم خطورة وامتدادًا في آثارها، تلك التفجيرات النووية التي أجرتها فرنسا في الصحراء الجزائرية، والتي لم تنتهِ بانتهاء زمنها، بل خلّفت جراحًا مفتوحة في الإنسان والبيئة، وأضرارًا صحية وبيئية ما تزال تعاني منها أجيال متعاقبة، في جريمة مكتملة الأركان، لا تسقط بالتقادم ولا تقبل النسيان.
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق