وهرانحوادث

مقتل رجل الأعمال “العشعاشي ” نسخة عن أفلام الرعب بوهران

كان يوم 29 ديسمبر 2013، عندما وصلت مسامع رجال الأمن وجود رجل الأعمال “العشعاشي أحمد بدر الدين”، جثة هامدة بمكتبه. استكملوا الاجراءات القانونية، وتحركوا نحو مسرح الجريمة، لجمع عناصر ممكن تكون سببا في كشف الفاعل الحقيقي وخلفيات جريمته، وانطلق التحقيق الأمني.
وحسب ما ذكر خلال جلسة المحكمة الاستىنافية بولاية وهران، فإن الجناة أكملوا سيناريو جريمتهم، وتوجهوا لتنفيذه، بعدما تخمرت فكرة الاستيلاء على مكتب رجل أعمال بشارع “لامارتين” بوهران، وخططوا لها لما كانوا متواجدين بالسجن، فارتدوا ملابس عمال “سونلغاز” حتى لا يثيرون أي شبهة.
كان رجل الأعمال المقصود هو “العشعاشي أحمد بدر الدين” صاحب معمل “اللبان”، وقد وقع عليه الاختيار، لأن أحد الجناة يملك عنه معطيات تكشف امتلاكه للمال، ومكتبه ووقوعه، فأقنع زميليه بالعملية ونجاحها. لم يطل الأمر، غادروا السجن وحضروا أنفسهم لتنفيذ جريمتهم البشعة. وصلوا مكتب “العشعاشي” الذي كان متواجدا بمكتبه، لكن عند وصولهم إلى مدخل المكتب، وجدوا عون الحراسة أمامهم، لم يترددوا وطعنوه مباشرة ب”بوشية”، ثم كبلوه، واصلوا سيرهم إلى المكتب، أين تواجهوا مباشرة مع رجل الأعمال، فغرز المجرم الأول سكينا بفخذه، أما شريكه المجرم الثاني، فقد وجه طعنة مصوبة مباشرة إلى صدر الضحية، بينما وجه المجرم الرابع طعنة أخرى إلى الظهر. المجرمون لم يكتفوا بهذا بل وضعوا شريطا لاصقا على فمه، حتى لا يصرخ ولا يطلب النجدة.
بعد انتهاءهم من الاعتداء على الضحية، فتشوا المكتب وأخذوا كل ما رأوهم يهمهم إلى جانب المال. وغادروا مسرح الجريمة بكل ثقة.
وصلت عناصر الشرطة إلى مسرح الجريمة بعد إعلامها بالحادثة، شرعت في تطويق المكان ورفع العناصر التي يمكن أن تكون أدلة، تساهم في كشف الجناة، حيث تم جمع 26 دليلا، تم توجيهها إلى الخبرة عبر مركز الأبحاث ببوشاوي، منها جزء من سلسلة فضية، تبين أنها تعود إلى أحد المجرمين. والتحقيق مع الحارس الذي تم نقله إلى المستشفى.
حاول جناة الأربعة نكران الاتهام الموجه لهم، حيث ذكر أحدهم أنه لا علاقة له بما حدث، وقد كان غائبا يوم وقوع الجريمة، لكن الفحص الذي خضع له هاتفته، كشف تواجه لحظة القيام بالجريمة، إلى جانب وجود كدمة على عينه، كشفت أن الضحية حاول الدفاع عن نفسه، فوجه لكمة إلى عين الجاني، في حين كشف جزء السلسلة الفضية تورط الجاني الثاني، كذلك تبين أن المتهم الثالث له ضلوع في التخطيط الجريمة، كونه قام بجريمة مماثلة، حينما كان في عمره 17 سنة، وهو صاحب الفكرة، لأنه يملك معلومات عن رجل الأعمال، في حين تولى المجرم الرابع مهمة الحراسة خارج المكتب، لأنه يشتغل “كلونديستان” وصاحب سيارة “أديس” التي نقلتهم لتنفيذ الجريمة.
المحاكمة شهدت حضور 12 شخصا منهم أقارب الضحية المقتول، لدعم الملف وتوضيح علاقة الجناة بالضحية وعائلته وأقربائه، ليتم التماس حكم المؤبد في حق الجناة من طرف النائب العام وهو ما وافقته المحكمة بعد التداول.

أحمد ياسين

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق