عوض البروتوكولات الصورية… العراق يتجه إلى الديبلوماسية المنتِجة

يتحرك بصورة مستمرة ومتواصلة، ليناقش كل قضية من شأنها تقديم القيمة المضافة لبلده العراق، خارج حدودها تماهيا مع الأحداث الجارية، وسعيا منه لتخليصها من التواجد الأجنبي الذي لازال يجثم على صدرها.

يواصل “محمد شياع السوداني” منذ مجيئه على رأس وزراء العراق، برنامجه المبني على التحرك التفاعلي، لإحراز نتائج عملية تعود بالملموس على المواطن العراقي، من خلال زياراته المتواصله للدول التي يرى فيها عائدات على العراق، وتحقيق مصالح لاسيما الاقتصادية منها، فيما يعرف ب”الديبلوماسية المنتِجة”، بعيدا عن تلك العلاقات السطحية التي استمرت عليها الحكومات العراقية السابقة منذ سقوط العراق في 2003، التي تعتمد على تبادل الزيارات واستقبال الوافدين من المسؤولين الأجانب وشراء ودهم ورضاهم دون تحقيق فائدة للعراق وشعبه.

حيث نجح “السوداني” خلال زيارته منذ يومين إلى فرنسا في إبرام أوسع وأشمل اتفاقية استراتيجية ب50 مادة، مست عديد القطاعات، في مقدمتها الإصلاح الاقتصادي، بعدما نخرته التجارة المشوهة، التي عملت على تبييض الأموال وتهريب العملة إلى خارج العراق. استرجاع الأموال المنهوبة قبل وبعد 2003. التعاون في مجال النفط، عبر فسح المجال للتنقيب والانتاح لشركة توتال الفرنسية، فيما تعهدت فرنسا باتخاذ خطوات جدية لتمويل عمليات تجديد الشبكة الكهربائية العراقية لتسهيل عمل شركة “توتال إينرجي” الطاقوية، التي يربطها عقد عمل ب10 مليار دولار تم توقيعه في 2021. إعادة إطلاق تنفيذ مشروع قطار بغداد الذي أوكلت مهام إنجازه لشركة فرنسية، لكنها همشت المشروع وتجاهلته منذ سنوات. كما كان للجانب الأثري قسطا مهما من الاهتمام في مذكرات التعاون، على غرار الاتفاق على إعادة ترميم الآثار التاريخية لاسيما التماثيل منها، التي عرفت اعتداءات كبيرة من طرف عناصر الجماعة الارهابية “داعش”. كما اتفق الطرفان على دعم الشبكة الكهربائية الموجهة إلى الأردن، ناهيك عن تدريب الديبلوماسيبن العراقيين، وتزويد العراق بطائرات وأسلحة مختلفة، مع التنسيق لمحاربة الإرهاب، وجلب المستثمرين الفرنسيين لتنفيذ مشاريع تنموية بالعراق.

وفي سياق التحركات العراقية، فقد تم استقبال رؤساء عديد الهيئات والتنظيمات الدولية على غرار الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي “الناتو”، الجامعة العربية… .

يذكر أن رئيس الوزراء العراقي دعا المجتمع الدولي إلى مساعدتها لإخراج كل القوات الاجنبية الموزعة على أراضيه، واستبدالها بما يخدم العراق تنمويا (ثقافيا، صحيا، علميا، اقتصاديا).