وهران

حي “رأس العين”… معاناة الأجداد ورثها الأحفاد، سؤالهم متى نُرحّل؟

يتخبط سكان حي “راس العين” في جملة من المشاكل  منذ عدة عقود من الزمن، أثرت سلبا على حياتهم اليومية أمام تفاقم الأوضاع وسقوط حيهم من أجندة اهتمام السلطات المحلية.
حيث يعتبر الحي الفوضوي العتيق “رأس العين” الذي يقع بإقليم سيدي الهواري”، ببلدية وهران، أحد أقدم الأحياء الفوضوية في الولاية. يعيش قاطنوه تحت أدنى شروط الحياة الكريمة على أمل ترحيلهم، رغم عمليات إعادة الإسكان المتكررة التي عرفتها المنطقة، في ظل خوف السكان من انهيار بيوتهم المشيدة بالقصدير والحجارة، إذاما تعرضت إلى الفيضانات وانجراف التربة، خاصة في فصل الشتاء. ف90% من هذه السكنات شيدت في الجبال والوديان، وهي مهددة بالانهيار في أي ليلة ممطرة، فبمجرد سقوط قطرات من المطر، يعيش قاطنو هذه البيوت في حالة من الهلع والذعر، بعدما شهدت المنطقة عدة انهيارات، والعديد من العائلات تضطر لترك بيوتها أو بالأحرى أكواخها، لتفضل المبيت في العراء متحمّلين برودة الطقس على أن ينهار سقف تلك الأكواخ على رأس أحد أفراد العائلة. وفي باقي الفصول يخاف مواطنو هذا الحي من الرياح والشمس الحارقة والحشرات المميتة، التي تنتشر في فصل الصيف. كما يشتكي سكان حي راس العين من أبسط متطلبات الحياة كالماء، حيث تحرم  هذه المادة الحيوية على حنفياتهم لمدة 20 يوم وأحيانا أكثر، وقد أكدت لنا إحدى القاطنات بهذا الحي قائلة: “نعيش حياة بدائية في هذا الحي العتيق، الذي به العديد من العجائز اللواتي عايشن الثورة الجزائرية، محرومات من أبسط الأشياء كالماء، الذي نحرم منه لأسابيع، حتى الصهاريج لا يمكن أن تصل إلينا، لأن الطرقات والمسالك لا تسمح بذلك، هل هذه هي الجزائر الجديدة التي نتمناها إلى متى نعيش هذه العيشة الضنكة؟ “.
وإلى جانب اهتراء قنوات الصرف الصحي، والانقطاعات المتكررة للكهرباء، لا يعرف سكان رأس العين الغاز الطبيعي، فهم مازالوا يشترون قارورات غاز البوتان، متحملين رفعها على أكتافهم لمسافات طويلة، لأن مسالك هذا الحي وعرة والطرقات في حالة كارثية، فيعاني السكان من صعوبة التنقل من والى البلدية، وهو نفس المشكل الذي أتعب أطفال هذه المنطقة، فيوميا يسلكون مسافات بعيدة ومسالك خطرة من أجل الوصول الى مقاعد دراستهم، ناهيك عن انتشار القمامة والأوساخ أصبح  ديكورا معتادا.
يعد هذا الحي نقطة سوداء لمدينة بحجم وهران لايزال سكانه يعيشون عيشة بدائية، وما يزيد من معاناتهم هي أوكار الفسق والرذيلة وانتشار باعة المخدرات بالمنطقة، فبعد أن تم ترحيل السكان في 2017، بقيت سكنات فارغة عمرها غرباء عن الحي، وأصبحت تلك السكنات الفارغة وكرا لكل ما هو ممنوع وخارج عن القانون. فحدثنا أحدهم: “تم إحصاؤنا في 2021، لكن لم نتلق قرار الترحيل إلى اليوم”.
للعلم، فقد توجه موقع “كاب ديزاد” إلى مقر مندوبية سيدي الهواري لتوضيح الرؤية بشأن الحي، إلا أن مسؤولته ردت بأنه ليس من صلاحيتها الحديث إلى الصحافة.
جميلة
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق