مزاد... كاب ديزاد
عندما يتحول الأولياء ضحية للأبناء

يقترب الموسم الدراسي من نهايته، ويحضر التلاميذ لمغادرة مقاعد الدراسة، وبين الحدثين، ينطلق الأولياء في رحلة الذهاب والأياب إلى المؤسسة التربوية ومنازل الأساتذة وحتى من يعرف الأساتذة، لضمان صعود أبنائهم إلى الصف الموالي.
يزداد ضغط الأولياء الذين يعلمون أن أبناءهم لم يحققوا نتائج في الفصلين الأول والثاني، تضمن لهم إجراء امتحان الفصل الثالث بأريحية، لضمان الحصول على معدل يسمح لهم بالانتقال إلى المستوى الموالي. فيبدأ الأولياء بالبحث عن الأساتذة الذين يمكنهم مساعدة أبنائهم سواء لوجود فارق قليل في النقاط عن المعدل 10,00، أو أنهم يعرفون أشخاصا يتوسطون لهم عند الأساتذة، فيقصدونهم وبعضهم يعرضون حتى أموالهم أو خدماتهم لضمان صعود أبنائهم، تصل حتى تكاليف سفر أو هدايا ثمينة كالذهب…، وتنطلق رحلة معاناة الأساتذة، الذين يستقبلون يوميا هؤلاء الأولياء لاسيما الأمهات، اللاتي تذرف الدموع بلا انقطاع، وتشرع في سرد لائحة كوارث ستحل على العائلة إن تم إعادة السنة أو اتخذ قرار الطرد في حق ابنها أو ابنتها، لتؤثر على الأساتذة، الذين يردون بشروحات قانونية وتربوية، ترهقهم إعادة سردها تباعا، لكن عند سؤالهم للأولياء: أين كنتم طيلة الموسم الدراسي؟ يردون بأن مشاغل الحياة كثيرة أو أن أبناءهم لم يخبروهم بحقيقة وضعهم الدراسي.
المسألة صعبة التشخيص في وضع عام تسوده الضبابية، بين شكوى التلاميذ من كثافة البرنامج الدراسي وامتعاض الأساتذة من تدني المستوى التعليمي وتطليق الأولياء لدورهم التربوي للأبناء. خلال موسم الدراسة يصبح الأستاذ يؤدي رسالته ويتجنب العراك مع التلميذ، وعند نهاية الموسم الدراسي يتحول التلميذ إلى خانة الضحية، فيصبح يبحث عن أي منفذ ليقنع الأساتذة بتجاوز أخطائه أو مساعدة أساتذته له ليضمن الانتقال إلى الموسم القادم. بينما يصبح الولي يبحث عن حل لابنه ولو على حساب القانون، فيتحول إلى ضحية، أنتجها تهميشه لابنه خلال موسم الدراسة، فلم يذهب إلى المؤسسة التربوية، ولم يسأل عن أحواله، ليصطدم في نهاية الموسم بملف أسود يجمع كل تجاوزات ابنه في حق الأساتذة والدراسة، وأنه مر على مجلس التأديب وقرارات اتخذت في حقه ليس من السهل التنازل عنها.
هل الحياة اليومية أصبحت معقدة وصعبة، إلى درجة تخلي الأولياء عن متابعة أبنائهم المتمدرسين؟ لماذا تخلى الأولياء عن مسؤوليتهم وحمّلوها للأساتذة؟ من يتحمل الوضعية التي بلغها مستوى التعليم؟ لماذا لا يعتبر الأولياء من المواسم الدراسية الماضية ولا يلازمون أبناءهم طيلة الموسم الدراسي؟
بقلم: وردة. ق