مزاد... كاب ديزاد
المياه… جفاف الحنفية وسخاء الصهاريج

تعيش معظم الحنفيات بمناطق الجمهورية جفافا حقيقيا، بسبب الانقطاعات المتكررة للمياه، والتي أغلبها تكون فجائية، وهو ما يفتح المجال لأصحاب الصهاريج لبيع المياه الصالحة للشرب.
يشتكي معظم السكان من انقطاع المياه بحنفيات منازلهم، دون سابق إنذار، وتستمر معاناتهم لأيام قد تصل شهرا أو أكثر. يخرج المواطن يشتكي ولا رد على ندائه، فيتطور الأمر إلى احتجاجات ووقفات أمام المؤسسات الرسمية المعنية، فيطل المسؤولون يعدون ويتعهدون بتوفيره عقب تصليح الأعطاب بشبكة المياه، بينما يحاولون تعويض انقطاعها بتوفير صهاريج عبر الشاحنات التي تجوب الأحياء وتجلب الماء من الآبار.
إضافة إلى تحذير الأطباء من مياه الصهاريج، لأن معظمها لا يخضع للرقابة من طرف المصالح البلدية، مما يجعل خطر الإصابة بالفيروس الكبدي في ارتفاع، في حين يحذر خبراء الفلاحة من الاستغلال غير المعقول لمياه الآبار، لاسيما الآبار التي تحفر خارج القانون أي بدون رخصة من المصالح المختصة، مما يعرض المائدة المائية إلى خطر الجفاف، ونقص المياه بالنسبة للمياه الجوفية، وللفلاحين الذين يستغلونها في عملية سقي المزروعات.
تستمر الأسئلة البديهية حول سبب تكرار وقوع الأعطاب بنفس الأنابيب من شبكة المياه، ولماذا لا يتم تغيير الأنابيب والقنوات بنوعية جيدة، تخضع للمعايير الدولية؟ وهو ما يثير ردود آخرين يتهمون بعض المسؤولين والقائمين بالتواطؤ، لتكرار حدوث الأعطاب حتى تعاد عملية الصيانة، وهي الطريقة التي تسمح لهم بالحصول على مزايا غير مستحقة وتوفير أموال بالتحايل، عبر اعتماد مقاييس نوعية ممتازة في دفتر الشروط، بينما يتم اللجوء إلى شراء اللوازم والأنابيب الرديئة جدا، والتي لا تكلف الخزينة كثيرا، في غيابة رقابة ومتابعة حقيقية، تسمح بتقديم خدمة راقية للمواطن.
ومع اقتراب فصل الصيف، يزداد تخوف المواطن من شح الحنفية، وتتعدد الأعطاب وتتكرر الأعذار، ويواصل المواطن تعلم الصبر إلى حين.
بقلم: وردة. ق