مزاد... كاب ديزاد
البكالوريا… بين هوس النجاح ونشوة الانتصار

حل موسم اجتياز عتبة “البكالوريا” للانتقال إلى عالم التعليم العالي ووضع التلاميذ المترشحين لقدم نحو تحقيق حلم المستقبل وضمان مفتاحه، ومعه تضع الدولة كل ما يساهم في جعل هذا الامتحان أكثر مصداقية وموضوعية، عبر إحباط كل محاولات الغش ومعاقبة مرتكبيها في حال تم ثبوت ذلك.
الجزائر ضاعف أساليب المراقبة والعقاب مع كل موسم، تماشيا مع التطورات الحاصلة، في عالم الغش، الذي أصبح ملاذا لعديد التلاميذ، الذين أصبحوا يبدعون في ابتكار طرق الغش، في ظل التطور التكنولوجي، وهو ما يفرض على الأستاذ الحارس خلال الامتحان، أن يكون يقظا، منتبها لكل حركة من التلميذ، بعدما أثببت المواسم الفارطة تورط عديد التلاميذ في عمليات الغش، عبر السماعات وأجهزة شارك بتركيبها في أذن التلاميذ، أطباء عبر عمليات جراحية لإخفائها. بينما حوّل أحد التلاميذ بتونس إلى المستشفى أمس، بعدما اخترق جزء من جهاز دقيق للغش أذنه، عندما حاول أن ينزعه بسرعة لتفادي ضبطه متلبسا، بعدما اكتشف أمره من طرف أستاذ الحراسة، في حين تم استرجاع أكثر من 150 جهاز للغش، كانت بحوزة التلاميذ، معظمها تتعلق بالتكنولوجيا الحديثة، ناهيك عن باقي الطرق الكلاسيكية المتبعة من زمان. وفي نفس الإطار، قامت المصالح الأمنية بدولة الكويت بعملية، هللت لها السلطات الرسمية، واعتبرتها ضربة استباقية، قبل انطلاق امتحان البكالوريا يوم الأحد القادم، بعدما اكتشفت شبكة من 3 أشخاص تروج عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنها ستنشء مجموعة محادثة عبر الواتساب لمساعدة التلاميذخلال الامتحانات مقابل المال.
ونفس الاجراءات الصارمة في باقي الدول، لمنع الغش ومحاولة جعل الامتحان نزيها وذا مصداقية، لأنه مقياس مستوى ومصداقية التعليم الجامعي، فهو قاعدة انطلاق النخبة والعقول المبتكرة والمفكرة، واعتراف الجامعات الدولية والعريقة ذات السمعة الأفضل، تسمح للطلبة بالانضمام لها، تبعا لمصداقية التعليم وشهادة البكالوريا تحديدا للبلد المعني، وبتقهقر مستوى أهمية البكالوريا، تنخفض مصداقية التعليم لدى هذه الجامعات، ويمكن أن تصبح بكالوريا غير معترف بها أصلا، إذا ضربت مصداقيتها تماما. وهي النقطة التي يركز عليها الأساتذة والمختصين بالجزائر دوما، من أجل الحفاظ على المصداقية التي يتمتع بها التعليم، والسمعة التي يكسبها بالجامعات الدولية، التي طالما أثبت فيها الطلبة الجزائريون وجودهم بتفوقهم العلمي ونجاحهم في تبوء المراتب الريادية في دفعاتهم، ناهيك عن اختراعاتهم وتواصل إبداعهم الفكري والتعليمي، الذي انتهى بهم إلى مناصب على رأس العديد من المعاهد ومراكز الأبحاث والقيادة.
وعلى بعد أقل من 48 ساعة، يستعد أبناءنا لاجتياز عتبة هذه المرحلة المفصلية في حياتهم، ومعهم يستعد الأساتذة للإشراف على ضمان بكالوريا نزيهة، وبدون حوادث قد تكون لها عواقب غير مقبولة بالنسبة للتلاميذ إذا ما حاولوا التوجه نحو طريق الغش للإجابة على الأسئلة، قد تعصف بمستقبلهم العلمي وتحرمهم لسنوات من الإعادة.
بقلم: وردة. ق