مزاد... كاب ديزاد
الجزائر و روسيا… علاقات استراتيجية

يزور الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون” روسيا الفيدرالية بدعوة من نظيره “فلاديمير بوتين”، في مرحلة حساسة ومميزة في ظل التغيرات الجيوسياسية التي يشهدها العالم، وبحث كل بلد عن موقعه، في التكتلات الجديدة.
علاقة الجزائر بروسيا ليست جديدة أو غريبة، فهي علاقة تقليدية مؤسسة على الثقة والتعاون حتى قبل استقلال الجزائر في 1962. فالعلاقة مبنية على الاحترام والفائدة المتبادلة، دون ضغط أو استضعاف. فالجزائر زبون وفي للأسلحة الروسية منذ زمن، ورفع الجزائر لميزانية القطاع العسكري في السنوات القادمة ليس غريبا. فالجزائر اليوم تسعى لتعميق التعاون الاستراتيجي مع روسيا، ورفع نسبته خارج القطات العسكري، بتطوير التعاون الصناعي والتجاري وخاصة الأمن الغذائي. كما أن روسيا هي الأخرى تعتبر الجزائر حليفا وبلدا محوريا بإفريقيا والعالم العربي، من خلال دعم تواجدها الاقتصادي والاستثماري، لاسيما وجود الجزائر كقوة طاقوية مهمة بإفريقيا، وتأثيرها واضح وجلي على الغرب، باعتبارها مزود رئيسي له بالغاز والطاقة، بعدما تراجعت روسيا بفعل العقوبات المفروضة عليها بسبب حربها على أوكرانيا، كما أن استعادة الجزائر لموقعها الاستراتيجي بالقارة الافريقية، أعاد لها هيبتها في وقت تسارع الدول الأوروبية إلى تقوية علاقاتها بالجزائر.
رغم أن بعض الأصوات الغربية الأوروبية والأمريكية تصر على فرض عقوبات على الجزائر في حال لم تتوقف عن دعم علاقتها بروسيا، إلا أن الجزائر لا تنبش في ذلك، بل تواصل مسيرة البحث عن مصالحها ومصلحة شعبها دون أن تضر بعلاقاتها بأي بلد تربطها به علاقات تعاون، صداقة وتفاهم. فهي لم تزج بنفسها في أي من التوترات الدولية الحاصلة، انطلاقا من الحرب على اليمن إلى الحرب الأوكرانية الروسية، مرورا بمقاطعة العرب لسوريا، وقد وقفت على نفس المسافة من الفوضى السائدة في السودان وليبيا، كل ما تفعله هو الدعوة لطاولة الحوار بين الأشقاء الفرقاء، وشعارها الثابت بأن “الحل الداخلي للدول يجب أن يكون داخليا دون تأثير أو تدخل أجنبي، وأن الحوار والانتخابات النزيهة هي الطريق الصحيح لاسترجاع الاستقرار بالدول التي يتناحر أبناؤها”، وعملها على توحيد الرؤى وتقارب وجهات النظر، وهي العملة الديبلوماسية التي منحتها ثقة كبيرة ومكانة قيمة لدى كل الدول، فحافظت وتحافظ على كل العلاقات على أساس احترام السيادة والتعامل بالند للند.
بقلم: وردة. ق