قضايا

20 سنة سجن نافذ لقاتل زوجته رمضان 2021 بكوشة الجير

كان الوقت ظهيرة، في أحد أيام رمضان 2021، عندما هاتف الزوج عائلة أصهاره، يسألهم عن ابنتهم بصفتها زوجته، بعدما لم تأخرت في الرجوع إلى البيت، بعدما ذهبت إلى التسوق بمدينة الجديدة بمدينة وهران، لاقتناء ألبسة العيد لبناتها، لكنه قوبل بعدم علمهم بوجهتها وأنها لم تزرهم.
انطلق الجميع للبحث عنها، واتجه زوجها إلى الشرطة يشتكي غياب زوجته عن البيت، مذكرا أن الأمور معها كانت تسير بشكل طبيعي ولا مشاكل بينهما. كان عمرها لا يتعدى الثلاثينات، ولها 3 بنات صغيرات، تسكن رفقة زوجها بالحي الفوضوي المعروف ب”كوشة الجير”، واستمر البحث دون انقطاع من طرف عناصر الأمن والأهل والمواطنين، لكن لا أثر يدل على وجودها.
بعد مرور 20 يوما على اختفائها، تفاجأ عناصر الشرطة بزيارة شقيق زوج المرأة المختفية، يدخل مقرهم الأمني ليدلي بمعلومات تخص المختفية، استقبله الشرطي، وهناك انطلق فصل جديد في قضية اختفاء المرأة، فقد دلّهم على موقع داخل فناء مسكنها بكوشة الجير، لأنه يدفن سر الاختفاء.
قام عناصر الأمن بإخبار وكيل الجمهورية بالمحكمة المختصة، فحصلوا على رخصة الحفر والبحث، مرفوقين بعناصر الحماية المدنية. اتجهوا إلى البيت المعني، وبعد عملية الحفر، ظهرت جثة المرأة التي كانت في مرحلة متقدمة من التعفن. توجهوا بها إلى مصلحة حفظ الجثث وألقوا القبض على زوجها بصفته مشتبها فيه، وبدأت تحقيقات جديدة في القضية.
وبعد استنطاق الزوج، ضاق عليه الحال، فانهار وبدأ في سرد القصة الرهيبة، فقد كانت الزوجة ليلة 26 أفريل 2021، قد جاءت بحصالة بناتها وفتحتها وأخذت المال المحفوظ بها والمقدر ب12000 دج، وهو ما أزعج الزوج، الذي عاركها لأنها لم تستشره. لكنها ردت عليها بأنها أخذته لتشتري لهن ملابس عيد الفطر، بما أنه غير قادر على ذلك، وأنه لا يفكر ولا يهتم بما تحتاجه بناته، وغير قادر على تلبية مطالبهن. لم يتمالك نفسه، فاتجه إلى فناء البيت وعاد إليها بالمطبخ، وهو يحمل مطرقة حديدية، وجه لها بها ضربة على الرأس، أسقطها على الأرض. بعدها سارع إلى وضع وشاح بفمها لمنعها من الشخير، حتى لا يصل صوتها إلى بناتها، ثم كيلها ولفها في “جلابة”، وجرها خارج البيت إلى خارجه وسط الحشائش والأحراش حتى لا يراها غيره، وعاد إلى البيت، نظفه بماء الجافيل وملطف الجو حتى لا يبقى أثر لجريمته.
جريمته الشنعاء لم تتوقف هنا، فقد حمل الهاتف وكلم شقيقه، طالبا منه الحضور، ليساعده في حمل مواد البناء. عند وصول ابن شقيقه، طلب منه مساعدته لحفر خندق، حتى يتم تمرير شبكة الصرف الصحي، بعد الحفر، أخبره بالحقيقة وطلب منه مساعدته لردم الجثة، وهدده بالانتقام في حال أبلغ عنه أحدا، ثم قدم له مبلغا يقدر ب2٫5 مليون سنتيم. وهي المعلومات التي ذكرها ابن شقيقه عندما أبلغ عن الجريمة.
هيئة محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران بعدما سمعت اعترافات المتهمين، وعبر الزوج عن ندمه حيال الجريمة التي قام بها، وأنه فعلها في لحظة غضب، قضت بحكم 20 سنة سجن نافذ في حق الزوج القاتل و3 سنوات سجن نافذ في حق ابن شقيقه بتهمة التستر على جريمة، بعدما كانت محكمة الجنايات الابتدائية قد أدانتهما بنفس الحكم.

أحمد ياسين

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق