مزاد... كاب ديزاد
كأس الجمهورية… كأس وحدة الوطن وتوحيد الشعب

اهتزت مدرجات ملعب “مولود هادفي” بهتافات النصر والحب لجمعية الشلف بعد تحقيقه فوزا مستحقا على شباب بلوزداد بثنائية لهدف يتيم، وغطت الفرحة كل مواقع التواصل الاجتماعي بشعارات الابتهاج والأفراح.
التفاعل الجماهيري ليس مفاجئا ولا غريبا، فالمباراة مهمة وتتعلق بكأس الجمهورية، وكل الشعب الجزائري تابعها عبر الشاشات وتفاعل عبر التكنولوجيا على شاشات الهواتف، لكن الأنصار الذين حالفهم الحظ تحملوا عناء السفر وتنقلوا ليس من الجزائر العاصمة فقط باعتبارها معقل فريق “شباب بلوزداد”، ولا الشلف فقط باعتبارها المنافس، بل من مختلف ولايات الوطن، فضلوا التنقل لمناصرة فريقهم المفضل، والأهم في هذا فإن المدينة المضيافة “الباهية وهران” هي من كانت قلعة العرس الكروي، وهي معروفة بانفتاحها على البحر المتوسط، فاتحة ذراعيها مرحبة بكل من يقصدها، وسكانها المضيافين، يجعلون زائرها ينسى غربته عنها، فيندمج بسرعة ويصبح جزء من السكان.
كان اللقاء كرويا محليا، لكن الجمهور حول مشهده إلى عرض أخوي، يبدو فيه الفريقين وكأنهما المنتخب الوطني، بعدما اختفت هتافات التنمر، ولم تردد الشعارات العنيفة. كان لقاء كرويا محضا، لكنه كان لقاء درسا لأعداء الجزائر في الداخل والخارج، فقد أكد الجمهور أن الجزائر بخير، ولا عنصرية ولا خطاب كراهية، وما يتردد على مواقع التواصل الاجتماعي، لا يعدو كونه مساحة للفضفضة وراء شاشة الهاتف، لكن الواقع يجعل وحدة الجزائر وشعبها خطا أحمر، لا فرق فيه بين منطقة وأخرى ولا عرق وآخر… الجميع للجزائر والجزائر للجميع، وما يحدث في السياسة يهتم بالأفكار التي تبني الوطن واختلاف الرؤى ضروري لإحراز التقدم، بين منجز وناقد.
فكأس الجمهورية اليوم كان مكسبا للجزائر على المستويين المحلي والدولي، فقد كرم رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” اللاعبين تحت هتافات الأفراح والانتصارات، وتشجيع وتحية الجمهور في المدرجات، تعبيرا عن رضاهم على الخطوات التي تقوم بها الجزائر خارج حدودها والأهمية التي أصبحت تتمتع بها بين القوى الخارجية.
وتبقى الجزائر واحدة موحدة بشعبها وأرضها، ماضية في تحقيق أهدافها وتحصيل إنجازاتها.
بقلم: وردة. ق
					
					