مزاد... كاب ديزاد

التكنولوجيا تنجح في قطع صلة الأرحام

ابتهج الناس بذبح الأضاحي وتستمر رنات الهواتف عند الجميع الصغير والكبير، المتعلم والأمي، لتبادل التهاني والمعايدات، وهناك من يكتب رسالة نصية يبعث بها إلى جميع الأقارب والمعارف، ويقرأ ما وصله من تهاني.
بالعودة إلى وقت قريب، كانت التهاني تتم بالتنقل الشخصي إلى الأهل والأقارب والمعارف للمعايدة، ويتم اللقاء الذي يسمح بالتعرف على أحوال الضيف والمضيف، فتتقرب المشاعر وتتصلح العلاقات وتتقوى الروابط، وكان الحفيد يعرف أقارب والديه ولا يتوقف على معرفة أجداده وأخواله وأعمامه، مثلما هو حاصل اليوم.
وكان الناس يأخذون معهم فاكهة أو مشروبات أو طعام جاهز أو حلويات للعائلة، رغم رمزيتها إلا أنها كانت تمثل مدى قيمة مكانة المضيف عند الضيف، والاحترام والمعزة التي تحتلها عنده، أما اليوم ومع التطور التكنولوجي وتقدم الاتصالات، أصبحت رسائل التبريكات تحمل صورا لكل ما ذكر سابقا وعن بعد كذلك، فتجد الأقارب يقطنون نفس المنطقة، لكنهم لا يتعايدون إلا بالهواتف، بحجة أن ضيق الوقت منعهم من التنقل، وكثرة الانشغالات عطلت سفرياتهم.
لكن الحقيقة الساطعة التي يرفض جميعنا الاعتراف بها، هي أن المشاعر جفت وأواصر صلة الرحم قطعت، والعلاقات العائلية ذابت، فتغلبت التكنولوجيا وأنهت كل ما له صلة بالعلاقات البشرية الحقيقية، بعدما دخل الذكاء الاصطناعي على الخط، بعدما تمرد على الإنسان الذي ابتكره
بقلم: وردة. ق
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق