مزاد... كاب ديزاد

الجزائر-الصين… صداقة وشراكة 

وصل الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون” الأراضي الصينية، واستقبل من طرف نظيره، أين سيمكث 5 أيام.
زيارة الرئيس الجزائري إلى الصين، تأتي بعد شهر من الزيارة التي قادته إلى روسيا، تلبية للدعوة التي استلمها من نظيريه الروسي والصيني، وهو ما يعني أن الجزائر أصبحت تجلب اهتمام مختلف القوى، بعدما استعادت دورها الديبلوماسي الخارجي. فالرئيس “تبون” سبق وصرح أن الجزائر بلدا محايدا، تبحث عن فائدتها وما تجلبه لها العلاقات الدولية، دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول مهما كان مستواها وموقعها، دون خضوعها للاملاءات الخارجية، وهو التصريح الذي يؤكد وضوح النظرة الاستشرافية للتغيرات الدولية الحاصلة، في ظل البحث عن تموقعات جديدة، تكون فيها السيطرة متعددة الأقطاب بعد انتهاء نظام هيمنة القطب الواحد. تحرك الجزائر خارجيا يثير الكثير من التساؤلات في ظل الحرب الأوكرانية الروسية، يثير حساسية بعض الدول الغربية على غرار فرنسا، إسبانيا بعد تقويض العلاقات معهما، لكن وضعية الجزائر المريحة اتجاه المديونية الخارجية ب0 دولار أو أورو او حتى دينار، هو ما يسمح لها بالتحرك واستغلال الظروف، باعتبارها دولة بثروات طبيعية رهيبة، الموزعة على مساحة واسعة جدا، كأكبر دولة افريقية مساحة، إلى جانب موقعها الجغرافي وقوتها العسكرية.
الجزائر اليوم تحركها نحو المعسكر الشرقي ليس جديدا، فقد كسبت صداقته وتعاونه ومساعدته منذ كانت تحارب لإخراج فرنسا كأقوى قوة استعمارية عالمية من أراضيها، فحفظت الود لتلك الدول التي وقفت إلى جانبها، ناهيك عن تعزيز الشراكة مع روسيا لاسيما وأنها أهم ممون لها بالسلاح وأحدث قطعه، إلى جانب الصين التي تسعى لتعزيز الشراكة الاقتصادية معها، وقد انطلقت الشراكة منذ زمن، أهمها في قطاع البناء.
مستقبل الجزائر يستدعي شراكات دولية، وفتح سقف الاستثمار أمام الأجانب، لوضع قدمها كحجر زاوية في الأقطاب الدولية التي تحضر للظهور، إلى جانب رغبتها ولوج منظمة البريكس، التي تتطلب توفرها على اقتصاد قوي، وتحكم ذاتي متحرر في ثرواتها الطبيعية، وهو ما تثابر الجزائر لتطبيقه، حتى تكون لها الكلمة، عربيا، افريقيا ودوليا.
بقلم: وردة. ق
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق