وهران
موسم الاصطياف تحت رحم عصابات الشواطئ بسواحل وهران

أصبح المصطاف ضحية لعنف وقوة عناصر العصابات المنتشرة عبر مختلف الشواطئ بسواحل وهران، وهو يقضي وقته بالشاطئ من أجل الاستجمام والراحة، والاستمتاع بأشعة الشمس وزرقة البحر، ليجد نفسه أمام عصابات تفرض عليه بالقوة إلى درجة استعمال الهراوات، ليدفع 1000 دج لها، ليجلس أمام البحر مباشرة، تحت الشمسية وطاولة وكراسي، لينهي مأساته بموقف السيارات، أين يجد عصابة أخرى تنتظره ليدفع مقابل أنه ركن سيارته، كما أنه غير مسموح له الشكوى أو الاحتجاج في حال تعرضت سيارته إلى السرقة، لكنه مجبور على دفع أكثر من 200دج.
لم تجد جميع القرارات المتخذة لتنظيم موسم الاصطياف وتشجيع السياحة المحلية نفعا مع عصابات الشواطئ، التي مازالت تفرض سيطرتها المحكمة والتامة عليها، فالمتجول في الشواطئ لن يلقى أثرا لمكان شاغر لوضع “الباراصولات” أو الطاولات والكراسي للاستمتاع بزرقة البحر، مثلما أعلن عنها والي وهران السيد سعيد سعيود خلال إشرافه على افتتاح موسم اصطياف بوهران “الشاطئ مجاني لسكان وهران وزائرها” إلا أن أصحاب “الهراوات ” فرضوا الأسعار التي يرغبون بها، ومع أن مصالح الدرك الوطني تشن حملاتها في كل مرة لتطهير شواطئ من البزناسية وحجزت عتادهم، غير أن المظاهر مازالت نفسها في كل شواطئ انطلاقا من شاطئ “سان روك” وصولا إلى شاطئ الأندلسيات حيث رجع هؤلاء “البزناسية” بقوة لمزاولة مهنتهم بكل حرية. ولا يكتفي هؤلاء التجار بفرض خدماتهم على المواطنين محاولين إجبارهم باستعمال العنف و”الترهيب” و”التخويف” لقبولها ودفع أموالهم، حتى وإن لم يكونوا بحاجة إليها، واضعين أسعار خيالية فالطاولة بالكراسي بـ 1000 دج و”الباراصول” حسب نوعيته فهناك من 1200 إلى 2500 دج، ويسيطر “البزناسية” على المواقع الاستراتيجية في الشاطئ، حيث ينصبون شمسياتهم وخيمهم على طول الواجهة البحرية، حيث المناظر الجميلة وعندما يتوجه المصطافون للاستجمام يجبرون على استئجار خيمة أو شمسية حتى يجلسوا قريبين من البحر، وإذا فضلوا استخدام أمتعتهم وتجهيزاتهم فسيضطرون للجلوس في الخلف.
الباركينغ ب200دج والسيارة ليست في ضمان
وبالعودة إلى الحديث عن الشوطئ كانت العينة من شاطئ بالأندلسيات ،الذي يعد من أكثر الشواطئ بوهران استقطابا للمصطافين، وهو ما فتح الشهية أمام أصحاب الباركينغ، الذين ضربوا مرة أخرى تعليمات المسؤول الأول عن تسيير الولاية، بتقنين سعر الحظيرة ب1000دج، إلا أنهم رفعوا سعرها إلى الضعف لتصبح ب200دج، واضعين أسفلها ملاحظة بأنهم غير مسؤولين عما يلحق بالسيارة من ضرر أو سرقة، وهوما يفسر أنهم يسرقون أموال مواطنين علنا.
ومن جهتنا تقربنا من بعض المصطافين الذين رفضوا دفع ثمن الذكرة مغادرة الشاطئ أين صرح المدعو ر-ع أنه قائلا: “هذه عصابات هدفها تشويه جمالية وهران وسرقة أموالنا، كيف لوالي وهران سعيود يطلب بتحديد سعر ب100 دج وهم يضاعفونه حسب أهوائهم، والله لن أدفع وإذا اضطريت لن اسبح”
وأضاف آخر، أنه تفاجأ من المشهد الذي رآه حيث ضن أنه في شاطئ ملك للخواص بعدما شاهد السيطرة المطلقة لأصحاب الطاولات واختتمها أصاحب الباركينغ، مطالبا من الجهات المسؤولة التدخل من أجل وضع حد لهؤلاء والسماح للمواطن الزوالي الاستمتاع بفصل الصيف الذي يشهد ارتفاعا غير مسبوق في ارتفاع درجة الحرارة.
وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا كبيرا مع مغترب نشر مقطع فيديو من ذات الشاطئ في ثاني يوم من عيد الأضحى، أين فرض عليه دفع ثمن الطاولة والكراسي بالرغم من أن الشاطئ كان فارغا، ليليه مقطع التذكرة التي نشرها أحد المصطافين وعلق عليها العديد من رواد المواقع بأنها “حقرة” وعلى الجهات الأمنية توقيفها وردع المخالفين.
أحمد ياسين