مزاد... كاب ديزاد

المقاومة وجبن الإرهاب

بقلم وردة. ق 

أصبحت حرب غزة معيارا للتحقق من مواقف الدول والشعوب وحتى الأفراد، واكتشاف معنى الإنسانية، طوفان الأقصى عرا الحكام وكشف حقيقة الهيئات وما يسمى بالمؤسسات الحقوقية التي تحفظ السلام والأمن في العالم.
أدت النتائج الإيجابية التي حققتها المقاومة الفلسطينية على أرض الميدان الفشل الذريع الذي منيت به جحافل عسكر الكيان وأعتى اسلحة القوى الكبرى بما فيها أمريكا وفرنسا وبريطانيا. فقد فقد المحتل 30 مدرعة في لحظة واحدة، عندما سقط في فخ بواسل “القسام” وهو يحاول الدخول إلى غزة في اجتياح بري. كما لم تتمكن امريكا من إخراج 600 أمريكي متواجد داخل القطاع، في حين لازالت أقوى الأجهزة المتطورة تكنولوجيا في التحسس الجسدي عاجزة عن تحديد أماكن وجود أكثر من 300 أسير لدى مقاومة “حماس”.
وفي كل مرة يحاول الكيان المحتل السيطرة على الوضع، يسقط في شر أعماله، ولإخفاء ضعفه وكسب تعاطف الإسرائليين يقوم بغارات وحشية يقصف خلالها الأبرياء والعزل من الفلسطينيين، فيقتل عشرات الأطفال والنساء، ويخلف يوميا عشرات الشهداء. في حين لا يتحدث عن خسائره التي يتكبدها وجنوده الذين أصبحوا إما قتلى أو فارين من ميدان المعركة، لأن الرعب يسكنهم، ولأنهم يريدون إنقاذ أرواحهم، لأن الأرض لا تعنيهم وهم يوقنون أنهم مستوطنين، سارقين لأرض ليست أرضهم.
قوى الغرب التي راهنت على القضاء على المقاومة الفلسطينية، أدركت أنها أخطأت الهدف ولم تكن تعلم حقيقة وواقع القضية الفلسطينية على مدى 70 سنة من الاستيطان غير القانوني، وكشف تصرفها وقاحة التفكير الذي يدسه الغرب للشرق، حتى الأمم المتحدة التي كانت تعرف بالحياد ونصرة صاحب الحق والمظلوم من البشر، انكشف خطرها التي تبين أنها مجرد واجهة لتصفية الحسابات ونصرة القوي على الضعيف ودعم الظالم ضد الضحية، وأضحى الجميع يعلم من يقف خلفها، بعدما قفزت فوق القانون والأعراف الدولية والحقيقة والمنطق، وأسمت المقاومة الفلسطينية ب”الإرهاب”، وحولت الكيان المحتل إلى “ضحية” وألبسته ثوب المظلوم، والجميع والعالم يعلم أن الفلسطيني صاحب الأرض وهو لم يعتد على بشر، وإنما يدافع عن أرضه وعرضه وشرفه، ويسعى إلى استعادتها من الكيان الصهيوني.
ما يجري على أرض فلسطين يحيل العقل البشري إلى إعادة النظر في المصطلحات، والتأكد من مواقف الدول والمؤسسات والهيئات الحكومية الدولية، ويفرض على شعوب العالم إعادة تقييم العلاقات مع الغرب، لأن المغتصب لما يكون من الغرب، فإن الأمم المتحدة التي تعتبر فضاء نصرة الضعيف، تجعله صاحب حق وتدوس على قوانين وضعتها خطا أحمر أمام البقية.
وقد ذكّرنا رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” بسنوات التسعينات، حين كان بلدنا يعيش فترة حمراء، فإن الجزائريين أصبحوا يسمون “إرهابيين”، والواقع أن الجزائريين كانوا يقتلون، لكن الغرب أراد تشويههم فقط. والفلسطينيون يقاومون احتلال صهيوني متوحش وليسوا إرهابيين، بل الإرهاب هم الذين يحتلون فلسطين ويقتلون شعبها ويطردون سكانها ويهجرونهم في تعد على كل ما له علاقة بالإنسانية.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق