قضايا
أرادت التحقيق بشأن سجن زوجها، فتحولت إلى قاتلة

عوضا عن التدخل لإبعاد كنتهما عن الجارة، وإنقاذ هذه الأخيرة من بين يدي الكنة، غادرا المكان وتركا العراك مستمرا في بهو العمارة، بعد سقوط الجارة من السلالم وانقضاض الكنة عليها.
كان ذلك في أحد أيام شهر جوان 2022، عندما قررت المتهمة زيارة جارتها التي تسكن معها بنفس العمارة، لتعرف سبب وجود زوجها عندها بشقتها قبيل سجنه. لكن الأمور تطورت وخرجت عن السيطرة، وارتفع صوتهما وازداد انفعالهما، وخرجا بالبهو واستمرا بالعراك، لكن وسط الفوضى، انزلقت قدم الجارة، فتدحرجت على رأسها وسقطت من السلالم، لكن بدل مساعدتها على النهوض، ازداد غضب المتهمة، وراحت تخنقها بيديها حتى توقفت أنفاسها. لكن والدا زوج المرأة المتهمة بدل أن يتدخلا ويفضا العراك أو يقدما المساعدة للجارة الساقطة على الأرضية، غادرا المكان ببساطة.
تم نقل الضحية إلى مصلحة الاستعجالات وهناك تبين أنها توفيت، وبعد إخضاعها للكشف تم التوصل إلى أن سبب وفاتها هو تعرضها للخنق. فدخلت مصالح الأمن على الخط، وانطلق التحقيق، الذي توصل إلى المتهمة ووالدي زوجها.
وعند مواجهتهم بالحقائق والدلائل، خلال جلسة المحاكمة بمحكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران، حاول ثلاثتهم التنصل من الجريمة، حيث أكد الوالدان أنهما لم يحضرا وفاة الضحية، وإنما غادرا المكان قبل ذلك، ولم يتدخل الوالد لأن العراك يخص امرأتين، فلم يشأ الاقتراب منهما، في حين نفت كنتهما المتهمة قيامها بقتل جارتها، وإنما عاركتها بالكلام، لأنها كانت تريد معرفة السبب الذي جعل زوجها يدخل شقة جارتها (المتوفاة) وعلاقة ذلك بسجنه، وأنها سقطت فعلا من السلالم سهوا، لكنها كانت جالسة ولم تمت خلال العراك. لكن تقرير الطب الشرعي أكد أن سبب الوفاة هو الخنق. وهو ما جعل هيئة المحكمة تسلط عقوبة 12 سنة سجن نافذ في حق الكنة القاتلة، وعامين سجن نافذ في حق الوالدين عن تهمتي التستر عن جريمة وعدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر.
أحمد ياسين