مزاد... كاب ديزاد
مَن هو مِن ذوي الاحتياجات الخاصة؟

أحيت الجزائر اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة، وقد كانت مناسبة ليجلس الشخص مع نفسه ويتساءل: من يستحق لقب ذا الحاجة الخاصة؟
فالمجتمع يشرف على حاوية الإفلاس، جيل متصدع، لا أمل لديه بسمتقبل مشرق ولا قدرة له على إنتاج الوعي… معظمه تحت رحمة المهلوسات، نصف عقله نائم ونصفه المتبقي ضائع، جيل “التيك توك”، قضى على كل معاني الاحترام والأعراف والتقاليد، وهنا نجد أن من يقوم بهذه التصرفات لا يعاني من أي نقص في بدنه أو عقله، بل هي أفكار ترسخت في عقله الباطن، نشرها الظلاميون، الذين لا يرون أي إنجاز ولا نتائج ميدانية، رغم أن الجزائر في الفترة الأخيرة، بدأت تؤسس للجزائر الجديدة بالمشاريع العملاقة والبنى التحتية، والتوجه نحو تحفيز واعتماد الإنتاج الوطني، خاصة بالمشاريع غير الطاقوية، كمناجم الحديد والفوسفات، لتنويع الصادرات خارج المحروقات، والانطلاق في تجسيد المناطق التجارية الحرة، التي ستكون طفرة في ازدهار المبادلات التجارية وازدهارها عندنا، إلا أن اللوبيات الذين اعتادوا التمعش من الاقتصاد الموازي، لم يتقبلوا الدخول في نشاط قانوني، بل اتخذوا منحى تأليب الشباب وشحنهم بالأفكار السوداوية، والشعب اتجاه ما يجري من تغيرات، لا لشيء سوى أن عهد تضخم الفاتورات قد ولّى، وفوضى الاستيراد قلّت. المتأمل في هذه الصورة، يتأكد أن من يعاني من إعاقة فعلا وبحاجة إلى رسكلة وإعادة ترتيب أفكاره ونظرته للاستثمار وبناء وطن، هو ذلك الشخص الذي لا يفرق بين مصلحة الوطن والاستثمار الحقيقي، ولا يهمه مصلحة الآخرين أمام مصلحته، ولا يقدم نصيحة لدعم الشباب بقدر ما يشحنهم لمغادرة الوطن وكره بلده وقادته، وعوض التوجه إلى قطاع الفلاحة والانتاج المحلي في المهن والحرف، تجد الشباب يهرب من العمل إلى البحث عن المال لشراء الممنوعات ليوقف تفكيره عن البحث عن مستقبل ناجح، ويبحث عن طرق لنسيان واقعه، هذا هو من يستحق فعلا لقب “معاق فكريا وذو الحاجات الخاصة”.
وفي المقابل، من لهم عاهات جسدية وذهنية جزئيا، تجدهم ناجحين وحققوا ما فشل فيه أصحاب الأجساد الكاملة والعقول العادية، على غرار الرياضيين ذوي الهمم، الذين حققوا ميداليات ومراتب عالمية متقدمة منذ فترة، والمناصب التي يشغلها هؤلاء وما يقومون به بكل مسؤولية وضمير مهني حي.
فهل عرفنا ذوي الاحتياجات الخاصة؟
وردة. ق