مزاد... كاب ديزاد

عندما ينتصر الحق على القوة!

رابطت الجزائر بمجلس الأمن وناشدت وناقشت ودافعت وصممت على الإبقاء على سقف مطالبها بخصوص غزة عاليا.

فلم تياس ولم تمل ولم تكل وهي تحاور وتناور لتحقيق مبتغاها نصرة لفلسطين، فحققت وكسبت وقوف الدول الأعضاء بمجلس الأمن ليس إلى جانبها وإنما إلى جانب صاحب الحق، غزة الثكلى. فبعد 3 مرات فشل تمرير مشروع قرار وقف فوري لإطلاق النار، بسبب “فيتو” أمريكا، سارع “بلينكن” لمهاتفة وزير خارجية الجزائر “أحمد عطاف”، قبيل جلسة تصويت مجلس الأمن وناقشه حول موضوع “غزة”، وهو ما جعل معظم المتابعين للشأن الفلسطيني، والدور الكبير الذي تقوم به الجزائر على مستوى جميع الهيات الدولية لاسيما الحقوقية والسياسية منها، وهو ما اكسب موضوع غزة ووقف اطلاق النار زخما كبيرا من الدعم والمساندة والمناشدة نصرة لسكان غزة.
الجزائر (شعبا ودولة) جعلت من القضية الفلسطينية “عقيدة مقدسة”، ومن أولويات الملفات التي تطرحها للنقاش والدراسة دوليا، الديبلوماسية الجزائرية أدت دورا رياديا، يكتب لها بأحرف من ذهب، ليس لقيامها بنصرة فلسطين، فذلك واجبها اتجاه كل شعب أبي تغتصب أرضه، وليس ذلك مزية، فذلك دورها ومسؤوليتها اتجاه شقيقة ابتليت بكيان مجرم غاصب ناهب كاذب، فالجزائر استماتت في الدفاع عن فلسطين، لأن قضيتها، قضية دفاع عن شرف وكرامة واستقلال أرض شعب تسمى “فلسطين”، لأنها مقتنعة أن صاحب الأرض لا يمل، ويبقى يناضل حتى آخر نفس، فالجزائر هي الأخرى تاريخها ضارب في الحضارات، وكفاحها ضد المستعمر الفرنسي الذي دام اكثر من 130سنة، لكنها هزمته وبقيت صامدة شامخة، تصول وتجول، بعدما نالت بكفاحها وإيمانها بقضيتها احترام وتقدير العالم كله، وبقيت تساند وتدعم كل القضايا العادلة في العالم، فأصبحت تلقب بمكة الثوار وقبلة الأحرار، ولازالت إلى اليوم تحافظ على سمعتها ومبادئها الإنسانية والأخلاقية. وهو ما تستنبطه المقاومة الفلسطينية، وهي تواصل وقوفها بكل شجاعة وبأس في وجه الكيان الصهيوني، وتواجه كل الداعمين له غرب ومطبعين، لتستعيد أرضها وكرامة وشرف أمتها، وإن كانت في الوقت ذاته، تكشف ضحالة الموقف المخزي الذي وضعت فيه الدول المطبعة نفسها، وشماتة الغرب والكيان نفسه فيها. فرغم أن أمريكا هي دركي العالم والقوة العظمى، ورغم مساندتها ودعمها اللامشروط للكيان الصهيوني عسكريا ولوجيستيا، وافشالها لمشروع قرار وقف إطلاق النار 3 مرات، وأمام إصرار الجزائر على دعمه وتمريره وبفضل حنكتها الديبلوماسية، مر القرار، ورغم أن أمريكا انفضحت أمام العالم بأنها دولة راعية للكيان وهو مدللها ولا تعصي له أمرا، إلا أنها استحت وفهمت أن كل الأكاذيب التي أرادت هي والكيان إقناع العالم بها ضد الفلسطينيين، فالتزمت هذه المرة الصمت وفضلت الامتناع عن التصويت، حتى يمر المشروع وهو ما تم فعلا.
والملاحظ لكل ما قيل، يتضح له أن القوة مع الظلم لم ولن تنجح أبدا، وقد سبق وأن عاشتها الجزائر مع أكبر قوة عالمية آنذاك وهي فرنسا، واليوم فلسطين مع الكيان وأمريكا والغرب عموما، لكن الحق وحده من ينتصر، ولأن فلسطين صاحبة الحق، فستنتصر ، ستنتصر، ستنتصر…
وردة. ق
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق