مزاد... كاب ديزاد
السقوط في البئر… نجدة أم انتحار؟

تتكرر مرارا عمليات سقوط أكثر من شخص في الآبار، فتخسر العائلة بدل روحا أرواحا، والسبب هو مسابقة الزمن لإنقاذ من سقط بالبئر ومساعدته على التنفس.
حدثت اليوم مأساة بسطيف خلفت وفاة 8 أشخاص من عائلة واحدة، سببها تعاقب هؤلاء على النزول إلى قاع البئر لإنقاذ الذين سبقوهم بالنزول، ولكن كلما نزل أحدهم لا يصعد أبدا… هي مأساة تتكرر بعديد المناطق وفي كل مرة خاصة خلال موسم الصيف، لقلة المياه، فيتم اللجوء إلى المولدات لاستخراج المياه لسقي المزروعات أو بيعه لأصحاب الصهاريج.
الكثير يرجع سبب وفاة الناس داخل الآبار إلى الغطاء الذي يتم وضعه داخل البئر، وهو ما يمنع الدخان المتسرب من المولد ويبقيه في الداخل، مما يتسبب في صعوبة التنفس لدى النزول إلى العمق، خاصة إذا كان الارتفاع يتجاوز 12 متر. لكن الواقع أن غياب الوعي لدى المواطن وانعدام ثقافة التعامل مع سقوط الأشخاص بالمواقع العميقة، هما السبب الحقيقي وراء تسجيل حوادث مأساوية.
لكن أين مصالح البلدية وحتى الفلاحية، من تقديم نصائح لمن يحفر بئرا، حتى يتفادى مشاكل عويصة تصل إلى خسارة الأرواح. حفر الآبار يخضع لترخيص من مصالح البلدية والفلاحية، لمعرفة الهدف من حفره وإذا كان حفره لا يؤثر على المياه الجوفية بالمنطقة، فكذلك على تلك المصالح أن تقدم نصائح وتعليمات صارمة حول كيفية استغلال الآبار، والنزول إلى عمقه، وكيفية التعامل في حال سقط أحدهم. ومن زاوية أخرى، يبقى دور الحماية المدنية ضروريا لتقديم نصائح ودورات للأشخاص الذين قاموا بحفر الآبار، لكيفية التعامل في حال وقوع أحداث، إلى جانب توضيح طريقة استعمال المولدات، تجنبا لمآسي تقضي على عائلات بأكملها.
وللإعلام بكل وسائله الثقيلة والخفيفة دور مهم في تمرير ومضات إشهارية، لتوعية المواطنين بخطورة الإقدام على النزول إلى قاع البئر لإنقاذ أشخاص سقطوا والمولد موجود داخله، وإنما الصحيح الاستنجاد بالحماية المدنية للتدخل وتقديم الإسعافات.
بقلم: وردة. ق