مزاد... كاب ديزاد
الجزائرية تعضّ الحديد… !!!

وردة. ق
غزا مشهد العسكرية الجزائرية وهي تستعرض وقتها بِعضّ قضيب حديدي بفمها وطيه كأنه أنبوب بلاستيك مرن، في استعراض عسكري مهيب أمام أنظار رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون”، ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول “السعيد شنقريحة”، والقيادة العسكرية وضيوف، خلال مراسم احتفالات تخرج الدفعة 55 بالأكاديمية العسكرية بشرشال “هواري بومدين”، التي حملت اسم المجاهد الراحل العقيد “يوسف الخطاب”، وشهدت تخرج أول دفعة للضباط النساء لصالح القوات البرية.
المشهد القوي للعسكرية الجزائرية تداوله الملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأصبح “ترند”، ولكن جل إن لم نقل كل التعليقات التي رافقت الفيديو، لم تحمل عبارات التعجب، بل حملت ما يدعو للفخر والاعتزاز، وهو إجماع المعلقين على ما معناه: “ليس غريبا على بنت الجزائر فهي سليلة جميلة بوحيرد”. وهو التعليق الذي يختصر قوة المرأة الجزائرية التي لم تتراجع يوما عن دورها في حماية مجتمعها والدفاع عن وطنها جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل. وقد كانت خلال الثورة التحريرية صندوق أسرارها ومنفذة عملياتها الفدائية، مسبلة روحها، ومضحية بحياتها ومستقبلها وعائلتها. فإن كانت عسكرية اليوم عضت الحديد استعراضا لقوتها الجسدية والنفسي، فقد عضت أمس لسانها وشفتيها وهي تحت التعذيب المرعب والخيالي، مانعة أسرار الثورة من الانزلاق من بين شفتيها للبوح بأخبار المجاهدين وما يخططون له وما يقومون به. فنجحت في نيل ثقة المجاهدين، وانبهار جيش المحتلين الفرنسيين، بقوتها على تحمل أقوى أساليب التعذيب والترهيب وصبرها الكبير على الأذى، فأصبحت مثال المرأة المكافحة ورمز المرأة المناضلة المجاهدة، التي تركت بصمتها في التاريخ، وأصبح ذكرها “تأشيرة” لجيل الجزائرية بعد الاستقلال، أينما حلت، وسئلت عن بلدها، وقالت “الجزائر”، تتهاطل عليها أسماء المجاهدات الجزائريات على غرار حسيبة بن بوعلي، ظريف، وحتى من سبقتهن عبر المقاومات الشعبية على غرار فاطمة نسومر، ومن سبقتها هي الأخرى في الزمن الغابر مثل “الكاهنة تينهينان”…. فأصول الجزائرية النخوة والمروءة والشجاعة والصبر على الابتلاء، وهو ما تعمل على مواصلته اليوم، من خلال مشاركتها الشخصية في بناء جزائر جديدة وما تلقاه لأبناء الجيل الجديد حتى يحافظوا على الجزائر وهيبتها وكرامتها ووحدة شعبها وترابها، سواء في البيت أو مكان عملها في الخارج.
ولتحيا المرأة الجزائرية دوما والشكر لشقيقها الجزائري على دعمه ومساندته الدائمة، لتبقى الجزائر شامخة.
