وطني
التحقيقات متواصلة وتوقيف مجرمي حرائق غابات وهران شائعة
حملة تنظيف غابة مداغ تستمر إلى يوم السبت
ح/نصيرة
تتواصل عملية التنظيف الكبرى لغابة مداغ والتي تعرضت إلى عمل إجرامي تخريبي يوم 6 نوفمبر إلى غاية يوم السبت الماضي، وسط تجند عريض لفعاليات المجتمع المدني بمساهمة حوالي 70 جمعية و500 مواطن، وقطاعي الغابات والبيئة، حيث تكاثفوا للتخلص من رماد وآثار الحرائق والنفايات المنتشرة بشكل عام.
ومما لا شك فيه أن نتائج التحقيق الأمني التي سيُعلن عنها قريبا، ستُشفي الغليل بتحديد الفاعلين، حيث سيتم الإعلان عنها في شكل رسمي للرأي العام، وهو الذي سيقطع حدود الشكوك المتطايرة حول الجهة التي تعمدت ارتكاب الجريمة، إذ لم ترِد أيّ معلومة رسمية لحد الساعة عن نتائج التحريات عدا ما يُصنف في خانة الشائعات من حديث عن التحقيق مع 35 شخص مشتبهون في تورطهم في القضية، ورواية أخرى عن وجود أشخاص على متن دراجات نارية اقترفوا الفعل، وأخرى تنساق في إطار وجود محاولات للاستحواذ على مربعات غابية، والإستثمار على مستواها من بقايا العصابة.
وتبقى هذه مجرد روايات خلفها حادث الحرائق والذي أجمعت السلطات العمومية على أنه فعل مقصود وتخريبي.
انسحاب جمعيات لحملة تنظيف غابة مداغ بمجرد مغادرة الوالي يثير الاستياء
وتتواصل اليوم بعاصمة الغرب الجزائري، مبادرة تنظيف غابة مداغ ببلدية بوتليليس، في يومها الثاني، بعد أن شهدت تقطّع الإقبال عليها في اليوم الأول، حيث تفاجأ البعض من مغادرة عدد من الحركات الجمعوية المكان بمجرد نهاية زيارة معاينة الوالي مسعود جاري إلى عين المكان.
الغابة السياحية أو ما يعرف برئة وهران، بحاجة إلى تجاوب و إعادة الروح لنماء أشجارها، وهو ما حاول المدافعون عن البيئة تجسيده في جو حماسي وتطوعي، أين شهدت المبادرة كذلك مشاركة 500 مواطن في المبادرة التي نسقتها مديريتا البيئة ومحافظة الغابات مع شبكة البيئة والمواطنة، وفعاليات اخرى.
ومن هنا كان الموعد لإعادة إحياء الشجرة من خلال تنظيف الأمكنة، وتثبيت الأشجار التي سقطت.
يحياوي: ” على السلطات دعم قطاعاتها بوسائل الإطفاء السريع”
هو منظر رهيب يكاد يكون شبيها بمكان مهجور لغابة غابرة عبر الأزمان، أحاطت بمداغ وصولا إلى غابة كابلو من كل الجهات، ولكن عزيمة الجميع بإعادة الروح للثروة الغابية جسّد العمل التطوعي للمدافعين عن الشجرة والبيئة.
وقال منسق شبكة البيئة والمواطنة، يحياوي الهواري لـ”كاب واست”، أن غابة مداغ سترجع منظرها وبريقها السابق، ولا أساس لهم سوى التواجد اليومي في الميدان قصد تنظيف المواقع، قبل الشروع في حملات التشجير الكبرى، مرحبا بإسهام مواطنين وتجاوبهم مع حملة التنظيف التي سيحدد موعدها بعد تنظيف المواقع، غير أن الأمطار لو تتساقط ستساعد من العملية يقول.
وأعرب يحياوي عن تفاؤله بتجاوب مواطنين شرعوا في الإتصال به لأجل دعم محيط الغابة بالتشجير، وهو ما يشجع اليوم على تنظيف المواقع للشروع بالعملية في أسرع وقت.
كما طالب محدثنا بضرورة توعية وتحسيس المواطن بخطورة رميه بقايا الأطعمة وقارورات خاصة الزجاجية التي تزيد السنة النيران حدة وكثافة، حيث حذر من رمي القمامة بعد أن تفاجئوا من البقايا المرمية هنا وهناك.
وصرح منسق شبكة البيئة والمواطنة، بأن المصالح المعنية كمحافظة الغابات عاجزة عن توفير متابعة ورقابة فعالة لمحيط الثروة الغابية بوهران المتسعة لـ 44 ألف هكتار، لهذا فإن المواطن مسؤول كذلك عن حرائق الغابات في حال رميه متعمدا لمخلفاته جولته التنزهية.
ناهيك عن افتقار الولاية كذلك لمعدات الإطفاء السريع وهو ما يفسر التهاب الغابات وتوسع الحرائق حال نشوبها.
من جهته، أعرب محافظ الغابات، عن أمله في عودة الحياة لغابة مداغ، وأنه لا تشجير يضيف في الظرف الحالي إلا بتنظيف جميع الأمكنة.
حيث سجلت وهران إتلاف 426 هكتار منها 100 هكتار غابات واكثر من 200 هكتار أدغال و100 هكتار حشائش.