وهران
جامعة وهران1: دعوة لإعادة النظر في أساليب تدريس اللغة العربية وتطوير مناهجها

جميلة.م
أجمع خبراء ومختصون في الأدب العربي من مختلف ولايات الوطن، خلال الملتقى الوطني الذي نظمه مخبر اللهجات ومعالجة الكلام بجامعة وهران 1، صباح اليوم، الموسوم تحت عنوان “أزمة تعليم اللغة العربية في المنظومة التربوية عند الناطقين بها”، على ضرورة إعادة النظر في أساليب تدريس اللغة العربية وتطوير مناهجها بما يتماشى مع متطلبات العصر.
و حسب ما افادت به الدكتورة سعاد بسناسي، مديرة مخبر اللهجات ومعالجة الكلام وعضو المجلس الأعلى للغة العربية ل”كاب ديزاد” على هامش الفعالية، الملتقى تضمن عشرة محاور ناقشها أكثر من 70 متدخل من 28 مؤسسة جامعية ومركز بحثي، جميعهم أجمعوا على وجود إشكالات جوهرية في تعليم العربية، سواء من حيث المضامين أو التلقي أو غياب التحفيز، مشيرة إلى أن هناك أيضا بعدا نفسيا واضح يتمثل في فقدان الثقة لدى المتعلمين بلغتهم، والدليل أنهم لا يستخدمونها حتى داخل القسم.
وأكدت أن اللغة العربية، تعاني من إشكالات حقيقية في طريقة تعليمها وتعلمها داخل المؤسسات التعليمية. واعتبرت أن الملتقى جاء لتشخيص أزمة حقيقية، خصوصا أن مصطلح الأزمة في العنوان لم يذكر عبثا، بل ليدل على خلل واضح في طريقة تدريس اللغة للناطقين بها، بدء من البرامج والمناهج، وصولا إلى غياب التحفيز لاستخدامها داخل الفصول الدراسية.
وأوضحت أن ما يميز هذا الملتقى هو طرح إشكالية تعليم العربية للناطقين بها، في وقت تعودت فيه الساحة الأكاديمية على التركيز على تعليمها لغير الناطقين بها، متسائلة: “ما حال العربية بين أهلها؟ وكيف يمكن لمؤسساتنا التربوية أن تتحمل مسؤولية تدهور استعمالها؟”
وأضافت أن أي نقاش حول أزمة تعليم اللغة العربية يُحيل تلقائيا إلى المؤسسات التعليمية، ثم إلى البرامج والمناهج والمضامين، وصولا إلى طرق التدريس، متسائلة: “كيف ندرس العربية في ظل الألفية الرقمية، والذكاء الاصطناعي؟ وهل نوظف فعلا هذه الأدوات الحديثة في العملية التعليمية، من المرحلة الابتدائية إلى الجامعة؟”
أبناءنا يعانون من ضعف في الأداء اللغوي بالعربية لأسباب متراكمة
من جهتها، أوضحت الأستاذة” شيخة عمر هوارية ” ، أستاذة محاضرة بالمدرسة العليا لتكوين الأساتذة ورئيسة الملتقى، أن أبناءنا يعانون من ضعف في الأداء اللغوي بالعربية نتيجة أسباب متراكمة، أبرزها عدم ترسيخ الثقة لديهم بهذه اللغة، بالإضافة إلى الازدواجية اللغوية التي تربك المتعلم. وأضافت أن الملتقى جاء لتحليل هذه الفجوات واقتراح حلول لتجاوز أزمة تعليم اللغة في ظل التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي.
وأكدت على أهمية التوعية بأهمية اللغة العربية في الحفاظ على الهوية العربية والدينية، وضرورة محاربة الازدواجية اللغوية التي نعيشها. وقالت إنه يجب تشجيع اللغة العربية لتكون لغة علمية قادرة على مواكبة التطور التكنولوجي.
كما دعت إلى تعزيز التعاون بين وزارة التربية والتعليم، ومجامع اللغة العربية، والمؤسسات الإعلامية لتعزيز استخدام اللغة العربية في المجالات العلمية والإعلامية.
أزمة اللغة العربية هي ليست محلية إنما عربيا تعانيها أقطار
وشددت الدكتورة ملياني إكرام من جامعة وهران 1 على أن أزمة اللغة العربية ليست محلية فقط، بل هي عربية بامتياز، وكل الأقطار تعاني منها، سواء في تونس أو الإمارات، او غيرها، وأشارت إلى أن اللغة العربية أصبحت محاصرة بكثافة المناهج التقليدية، وبالازدواجية اللهجية، حيث يفقد التلميذ القدرة على التعبير السليم بالفصحى نتيجة مزج العامية بلغات أجنبية.
و اقترحت نفس الاستاذة ورشات تفاعلية وحرة تشجع الطالب على التعبير بالغة عربية سليمة دون قيود منهجية خانقة، و دون ان يجبر على قراءة كتب لا يرغب بها، و هو ما يجعله ينفر من حصة المطالعة. منوهة الى أهمية التحفيز الإبداعي في الصف،
وأبرزت ز دور القرآن الكريم كمدخل قوي لإحياء اللغة العربية في نفوس النشء، حيث أكدت أن من يحفظ كلام الله، يتقن اللغة الفصحى بمرونة ووعي، بل ويكتسب قدرة على التعبير الصحيح، عكس من لم يمنح هذا التكوين منذ الصغر.
كما دعا المشاركون، إلى ضرورة الشراكة بين وزارة التربية ومجامع اللغة، من أجل توحيد الجهود لتعزيز حضور العربية في الفضاءات العلمية والإعلامية. وشدد المشاركون على أن إهمال دعم المتعلمين فرديا وجماعيا يزيد من تفاقم الأزمة، ويفقد الطالب الثقة في قدراته اللغوية.