جهوي
انطلاق قراءة “صحيح البخاري” و”موطأ الإمام مالك” بوهران وبلمهدي يؤكد: التمسك بالقرآن والسنة ضمان لاستمرارية الأمة الجزائرية

جميلة.م
انطلقت صباح اليوم بالمسجد القطب ابن باديس بولاية وهران فعاليات قراءة “صحيح البخاري” و”موطأ الإمام مالك”، وسط حضور كبير من الأئمة والمشايخ، وذلك في إطار إحياء تقاليد القراءة السنوية التي تربط الشعب الجزائري بتراثه الديني العريق، تحت إشراف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، الدكتور يوسف بن مهدي.
الفعاليات ستستمر إلى غاية ليلة السابع والعشرين من رمضان، حيث سيتم تكريم حفظة القرآن الكريم، بما يساهم في تعزيز الهوية الدينية ورفد الأجيال الجديدة بالمعرفة الشرعية.
و عبر تقنية التحاضر عن بعد، أكد وزير الشؤون الدينية الدكتور يوسف بن مهدي في كلمته الافتتاحية، على أهمية العودة إلى أصول ديننا الحنيف المتمثلة في القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضرورة التمسك بهما لضمان استمرارية الأمة في مسيرتها الحضارية، مشيرًا إلى أن الأمة الجزائرية كانت دائمًا حريصة على نشر وتعليم هذا التراث العظيم.
وفي حديثه عن جهود الوزارة، في دعم الثقافة الدينية، لفت الوزير إلى أن اللجنة العلمية الثقافية في وزارة الشباب قامت بإعداد وطباعة مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة من صحيح البخاري ومن الموطأ في باب الصلة والأخلاق، وذلك بهدف تعميق فهم أبناء الجزائر لهذه العلوم في مختلف مدارسهم القرآنية.
كما أعلن عن عزم الوزارة في تنظيم فعاليات تتضمن تلاوة الأحاديث النبوية في المساجد والمؤسسات التعليمية عبر الجمهورية، مؤكدًا أن هذه المبادرة تهدف إلى تشجيع الأجيال القادمة على الحفاظ على التراث الثقافي والديني الوطني. وشدد على ضرورة الاهتمام المستمر بتراثنا الإسلامي الذي يعتبر ركيزة أساسية لهوية الجزائر، مستذكرًا في هذا السياق دور الشخصيات العظيمة مثل الأمير عبد القادر، الذي حرص على الحفاظ على السنة النبوية الشريفة.
و أشاد الوزير بوسائل الإعلام على دعمها المستمر للأنشطة الدينية والثقافية في البلاد، وأكد على أهمية العمل المشترك بين مختلف المؤسسات الوطنية لتعزيز القيم الدينية والثقافية في المجتمع الجزائري، متمنيا أن تكون هذه الأنشطة العلمية المباركة مصدر إلهام لجميع أبناء الوطن.
وفي هذا الصدد، أكد ” لخضر قداري ” ، مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية وهران، في تصريح له على هامش الانطلاقة، أن هذا الحدث سيشمل جميع المساجد ، بما في ذلك ولايات الوطن كافة. وأضاف أن ولاية وهران تلتزم بهذا النشاط الذي يشمل المساجد المركزية في الدوائر والبلديات، ويعتبر فرصة لتعزيز التواصل الروحي مع التراث الديني
وأشار قداري إلى أن الشعب الجزائري قد اعتاد على قراءة “موطأ الإمام مالك” في أول رجب، في حين يتم ختم “صحيح البخاري” و”موطأ الإمام مالك” في ليلة السابع والعشرين من رمضان، مشدداً على الأبعاد الروحية والثقافية لهذه القراءة التي تمثل ارتباطاً روحياً عميقاً بين الشعب الجزائري وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى كونها انعكاساً للهوية الدينية التي تميز الشعب الجزائري عن سائر الأمم
و أكد قدري على أهمية “موطأ الإمام مالك” في الثقافة الدينية الجزائرية، مبرزاً أن الإمام مالك كان من أوائل الشراح الذين قدموا تفسيراته للأحاديث النبوية، وأن الجزائر تعتبر مهد العلماء الذين ساهموا في نشر العلم الإسلامي.
كما أكد على أن هذه الانطلاقة تندرج في إطار المحافظة على تقاليد الجزائر العريقة في مجال العلوم الدينية، لافتاً إلى أن الأئمة سيبدأون في قراءة النصوص في مساجدهم على مستوى الولاية، مع متابعة دقيقة من قبل المفتشين والمعتمدين لضمان نجاح هذا الحدث الديني الكبير.