وطني
مجلس الأمة يقصف: “إذا كان أحد يحتاج للآخر، ففرنسا من تحتاج الجزائر وليس العكس”

تتواصل ردود الهيئات والمؤسسات السيادية وحتى المواطنين العاديين على الادعاءات المغرضة والاستفزازات المعلنة والأكاذيب المفضوحة للمسؤولين الفرنسيين ضد دولة الجزائر وشعبها.
وفي هذا الإطار، خلال الاجتماع الموسّع لرؤساء المجموعات البرلمانية والمراقب البرلماني، وجه مكتب مجلس الأمة برئاسة “صالح قوجيل”، ردا قويا ومفحما لمسؤولي فرنسا الذين يتبجحون بأنه باستطاعتهم لي ذراع الجزائر، بأنه إذا ما كان لكلا البلدين حاجة للآخر، فإنّه – ولا إدّعاء ولا مبالغة – بأنّ فرنسا هي من تحتاج الجزائر أكثر وليس العكس. مضيفا في بيان له أن هؤلاء يحاولون تعبئة الشعب الفرنسي بأمور مضلّلة من قبيل تقديم مساعدات مالية للنيل من الجزائر معاطاةً لأهوائه السقيمة، ومطالب غير محسوبة عواقبها ومآلاتها، من خلال تكالب فلول وأنصار الاضطهاد السياسي والتاريخي، من اليمين المتطرف الفرنسي على الجزائر، المفتعِل لأجواء استعراضية، تعكس حقده على كلّ جزائري وعلى كلّ ما هو جزائري.
وأردف أنه إذا كان مكتب مجلس الأمة الموسّع يرحب بالتصريحات المسؤولة التي أيقظت أفكار العقلاء في الطبقة السياسية الفرنسية، لفت إلى مفارقة أخرى مدوية تؤكّد تأثير أحفاد الكولونيالية البغيضة والمُجرمة، على المشهد السياسي الفرنسي، وهو ما يكشفه التناقض الصريح بين اعتراف الرئيس الفرنسي الحالي في وقت سابق بمسؤولية بلاده في مقتل المناضل موريس أودان، فضلاً عن إدانته للجرائم المرتكبة بحقّ الجزائريين، في 17 أكتوبر 1961، وبين تخبّطه وترنّحه في الاعتراف بمسؤولية بلاده الكاملة على الجرائم الفظيعة المقترفة في حقّ الجزائر والجزائريين، والتي لا تزال آثارها ومخلّفاتها تُرخي بظلالها على حياة العديد من ساكنة جنوبنا الكبير. مجددا تأكيده على أنّ “امتداد فرنسا الاستعمارية، الكولونيالية الفرنسية الجديدة ممثّلة في منبعها اليمين المتطرف، قد نسيت أو تعمّدت النسيان بسبب هوائها المؤدلج، كما تنكّرت للتاريخ ووخزاته التي نغرت له أحشاء الجزائريات والجزائريين وتكلّمت به قلوبهم، ووضعت يدها الملطّخة في أيدي الكولونياليتين المخزنية والصهيونية وتقاطعت منتهياتهم وغاياتهم وقصرت أنظار الغالبية منهم على محاولة النيل من استقرار الجزائر وزعزعته، وهو ما فعلته بعديد المستثمرات الأفريقية.
وذكّر مكتب مجلس الأمة بأن الثورة التحريرية المجيدة نجحت في إسقاط ست حكومات ووأد الجمهورية الرابعة، وكيف أنّ ديغول الذي تم الاستنجاد به حين قيام الجمهورية الخامسة، أُجبر على تغيير سياسته عبر المحاربة بعقيدة الحفاظ على فرنسا من الانهيار. وانتهى به الأمر إلى اختيار الشعب الفرنسي على حساب الاستعمار الفرنسي.
فهيمة. ب