وهران

حوار “كاب ديزاد” مع  الدكتور يونس سعيد … أول جزائري يتحصل على شهادة  دكتوراه  وشهادة مؤسسة ناشئة ووسم لابال بجامعة وهران 2 

جميلة.م
نال الدكتور يونس سعيد شهادة الدكتوراه من كلية الآداب واللغات بجامعة وهران 2 بتقدير “مشرف جدًا”  في “تعليمية اللغة الإنجليزية لأغراض خاصة” (ESP). بالإضافة إلى ذلك، حقق إنجازًا غير مسبوق بحصوله على شهادة مؤسسة ناشئة في إطار القرار 1275، وكذلك وسم “Label” من وزارة اقتصاد المعرفة و المؤسسات  الناشئة عن مشروعه المبتكر. في هذا الحوار الخاص مع جريدة “كاب ديزاد”يشارك الدكتور يونس تجربته العلمية وتحدياته، بالإضافة إلى رؤيته لمستقبل البحث العلمي وريادة الأعمال في الجزائر.
كاب ديزاد : كيف كانت تجربتك الأكاديمية قبل حصولك على شهادة الدكتوراه؟
الدكتور يونس سعيد: كانت رحلة غنية بالتحديات والتعلم، ولم تكن مجرد فترة أكاديمية.  تجربة لبناء الذات، وتطوير التفكير النقدي، وصقل مهارات الصبر والمثابرة. من خلال أطروحتي، التي ناقشتها في 19 فبراير 2025، تعلمت العديد من الدروس حول إدارة الوقت، التعامل مع الضغوط، وتكيف مع الظروف غير المتوقعة.
 كما أن التفاعل مع مشرفي وزملائي الأكاديميين والمشاركة في المؤتمرات العلمية ساعدني على توسيع آفاقي بشكل كبير.
كاب ديزاد : حصلت على إنجاز غير مسبوق في الجزائر، حيث تعتبر أول شخص يحصل على دكتوراه أكاديمية وشهادة مؤسسة ناشئة ووسم “Label”، كيف كانت خطواتك لتحقيق ذاك؟
الدكتور يونس سعيد: بالفعل، هذا شرف لي أن أكون أول باحث جزائري يحصل على هذه الشهادات الثلاث. حصلت على شهادة الدكتوراه في “تعليمية اللغة الإنجليزية لأغراض خاصة” (ESP) بعد مناقشة أطروحتي في 19 فبراير 2025. كما أنني قبل ذلك ناقشت مذكرة مؤسسة ناشئة “Startup” في إطار دراسات الدكتوراه وفقًا لقرار 1275 في ديسمبر 2023. وفي أبريل 2024، تم منحي وسم “Label” لمشروعي المبتكر من قبل وزارة اقتصاد المعرفة و المؤسسات  الناشئة،  يعتبر هذا الإنجاز مسؤولية كبيرة بالنسبة لي، وأنا متحمس للمستقبل، حيث أعتزم تطوير مشروع المؤسسة الناشئة والعمل على استثمار هذه الشهادات في تحسين واقع التعليم في الجزائر.
كاب ديزاد : ما هي أبرز التحديات التي واجهتها أثناء إعداد الأطروحة، وكيف تمكنت من تجاوز. العقبات؟
الدكتور يونس سعيد: واجهت العديد من التحديات. أبرزها كان التوفيق بين الوقت المحدد والمستوى المطلوب من العمل، خاصة وأن موضوع بحثي كان جديدًا نسبيًا في الجزائر. اعتمدت في أطروحتي على تطبيق “نظام دوائر الجودة” (Quality Circles) الذي يتم استخدامه في المؤسسات الاقتصادية، وتحديدًا في اليابان لتحسين الإنتاج. قمت بتكييف هذا النظام ليخدم تحسين جودة التعليم في مجال اللغة الإنجليزية لأغراض خاصة (ESP) لطلبة الحقوق. أحد التحديات الرئيسية كان ندرة الدراسات السابقة حول هذا الموضوع، لذا كان من الضروري القيام بتجربة ميدانية مع الطلبة من أجل تطبيق هذه النظرية عمليًا.
كما  كانت هناك أيضًا ضغوطات مرتبطة بإدارة الوقت وتنظيمه بشكل جيد، ولكن بفضل وضع خطة زمنية صارمة وتنظيم عملي مدروس، استطعت تجاوز هذه العقبات وتحقيق الأهداف المنشودة. التجربة كانت غنية للغاية، حيث أثبتت النتائج الميدانية فعالية تطبيق مبادئ التحسين المستمر في المجال الأكاديمي.
كاب ديزاد : ما هو الدعم الذي قدمته لك جامعة وهران في مسيرتك الأكاديمية ؟
الدكتور يونس سعيد: كان الدعم الذي تلقيته من جامعة وهران بالغ الأهمية. أولًا، من خلال توجيه مشرفي الأكاديمي الذي لعب دورًا كبيرًا في إرشادي خلال جميع مراحل البحث. كما أتيحت لي فرصة التدريس في كلية الحقوق، وهو ما مكنني من تطبيق أفكار أطروحتي بشكل عملي، حيث استطعت تجربة “دوائر الجودة” مع الطلبة. إضافة إلى ذلك، ساعدتني الجامعة في الوصول إلى مصادر مرجعية عبر مكتباتها، وكذلك من خلال حساب خاص على منصة SNDL التي وفرت لي إمكانية الوصول المجاني إلى مراجع علمية دولية.
كما لا يمكنني نسيان الدعم الذي حصلت عليه من الحاضنة الجامعية التي مكنتني من الحصول على شهادة مؤسسة ناشئة، حيث شاركت في ورشات تدريبية في مجالات متعددة كإدارة الأعمال، المحاسبة، وتكنولوجيا المعلومات، مما ساعدني في تطوير مشروعي.
كاب ديزاد : بعد هذا الإنجاز الكبير، ما هي طموحاتك وخططك المستقبلية؟
الدكتور يونس سعيد: طموحي بعد هذا الإنجاز هو المساهمة الفاعلة في نشر ثقافة ريادة الأعمال بين الشباب، خاصة الطلبة. أؤمن بأن تحفيز الشباب على الابتكار والإبداع هو المفتاح لتحقيق التنمية المستدامة في بلادنا. أسعى إلى أن يكون لي دور فعّال في بناء الوطن من خلال تمكين الأجيال القادمة وتشجيعهم على تحويل أفكارهم إلى مشاريع عملية تساهم في تطوير المجتمع. أطمح في أن أكون جزءًا من هذا التغيير، وأن أساعد في تعزيز بيئة حاضنة للمبدعين والمبتكرين، مما يساهم في تحقيق الأهداف التنموية الطموحة التي تسعى الجزائر إلى بلوغها في السنوات القادمة.
كاب ديزاد : بصفتك أحد النماذج المتميزة في مجال البحث وريادة الأعمال في الجزائر، ما هي رسالتك للشباب الجزائري الذين يطمحون لتحقيق الإنجازات العلمية والعملية مثل التي حققتها؟
الدكتور يونس سعيد: رسالتي للشباب الجزائري هي أن الجامعة الجزائرية اليوم تشهد تطورًا ملحوظًا، خاصة مع دخول الجيل الرابع من التعليم، وتوافر العديد من الفرص مثل حاضنات الأعمال ومسرعات المشاريع. أرى أن الشباب يجب أن يستغلوا فترة دراستهم الأكاديمية لاكتساب مهارات إضافية، سواء في ريادة الأعمال أو في مجالات أخرى قد لا تكون مرتبطة بشكل مباشر بتخصصهم. عليهم أن يسجلوا في برامج مثل قرار 1275 الخاص بالمؤسسات الناشئة، لأن هذه الخطوة يمكن أن تفتح أمامهم أبوابًا لفرص عمل جديدة أو تأسيس مشاريع مبتكرة.
لا تقتصر الأمور على الحصول على شهادة أكاديمية فقط، بل يجب أن يكون لديهم طموح أكبر ويسعون لإحداث تغيير فعلي. النجاح يتطلب الكثير من الجهد والالتزام، وفي الوقت نفسه، لا يجب أن يترددوا في مواجهة التحديات بل يجب أن يتخذوها فرصًا للتعلم والنمو. الجزائر تملك العديد من العقول الشابة المبدعة التي يمكن أن تساهم في تقدم البلاد إذا حصلت على الدعم الصحيح.
كاب ديزاد : كلمة أخيرة 
الدكتور يونس سعيد: أشكركم على هذه الفرصة الرائعة. أتمنى أن يكون إنجازي هذا دافعًا لشباب الجزائر ليواصلوا سعيهم لتحقيق طموحاتهم. علينا جميعًا أن نعمل معًا من أجل النهوض بالمجتمع العلمي وتطوير وطننا.
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق