وهران
في قلب كل عملية إنقاذ: جابر العربي صديقة نموذج للمرأة العاملة في الحماية المدنية بوهران

جميلة.م
وضعت جابر العربي صديقة مكانة متميزة لها في سلك الحماية المدنية، في عالم يتطلب التضحية والإلتزام، فبداية منذ عام 2007، وحتى اليوم، قدمت جابر نموذجًا فريدًا من العمل الجاد والمخلص في خدمة المجتمع، متفانية في مهمتها الإنسانية التي تجمع بين مهنة الإسعاف والصيدلة.
حلم الطفولة يتحقق
لم يكن الانضمام إلى الحماية المدنية مجرد قرار مهني بالنسبة لجابر، بل كان تحقيقًا لحلم رافقها منذ طفولتها.
فقد كانت تتابع بشغف هذه الفرق التي تجوب الشوارع في سيارات الإسعاف على شاشات التلفزيون، وتُعجب بشجاعتهم وتفانيهم في إنقاذ الأرواح. اليوم، وبعد أكثر من عشرين عامًا من العمل في هذا المجال، أصبح اسم جابر العربي مرتبطًا بالكفاءة والإحترافية، حيث قدمت إسعافات أولية، وشاركَت في العديد من عمليات الإنقاذ، وأدارت مواقف طارئة بكل هدوء وحرفية.
رحلة مهنية متنوعة ومتكاملة
بدأت جابر مسيرتها المهنية كعون تدخل ، و قضت ما يقارب سبع سنوات في تقديم العناية الطبية الضرورية للمصابين في الحوادث والكوارث. إلا أن شغفها اللامحدود في مجال الحماية المدنية دفعها للانتقال إلى مهنة الصيدلة، لتكون هي المسؤولة عن توفير الأدوية والمستلزمات الطبية خلال التدخلات الطارئة. كانت جابر تتنقل باستمرار مع سيارة الإسعاف، تتعامل مع مختلف الحالات الحرجة بكل تركيز واحترافية، وتسهم في إنقاذ الأرواح بتقديم الإسعافات الأولية الفعالة.
المرأة في الحماية المدنية: مسؤولية وشجاعة
جابر تؤمن أن المرأة يمكنها أن تواصل التألق في جميع الميادين، بما في ذلك تلك التي يُعتقد أنها مخصصة للرجال. وعندما سُئلت عن تجربتها كامرأة في الحماية المدنية في حديثها مع كاب ديزاد ، قالت: “المرأة في هذا المجال تتمتع بقوة إرادة وعزيمة لا تقل عن الرجل، بل أحيانًا تفوقها، فالتحديات التي نواجهها في مجال الإنقاذ تتطلب القدرة على التحمل والصبر، وهو ما يمتلكه كل فرد في هذا القطاع بغض النظر عن جنسه”.
ومع أن هذا المجال قد يبدو متطلبًا وصعبًا في نظر البعض، إلا أن جابر لم تتردد أبدًا في التضحية بوقتها وجهدها من أجل المجتمع. هي تؤكد أن العمل في الحماية المدنية هو عمل من أجل الإنسانية، وأنه لا يتوقف على ساعات محددة أو ظروف مريحة. بل، هو يتطلب تفرغًا كاملاً ورغبة حقيقية في خدمة الآخرين دون انتظار مقابل.
دعوة للتضامن ودعم النساء العاملات
من خلال تجربتها، تؤمن جابر بشدة أن الحماية المدنية يجب أن تكون ساحة مفتوحة أمام المرأة لتثبت قوتها وقدرتها على التحدي. وبالمناسبة، خصّت العاملات في هذا المجال برسالة دعم وتقدير، حيث قالت: “أوجه تحية خاصة لكل النساء العاملات في هذا المجال، وأدعو الجميع لدعمهن وتقدير دورهن، لأنهن ليس فقط جزءًا من الحماية المدنية، بل أيضًا دعامة أساسية في المجتمع”.
وفي الختام، لا تقتصر رسالة جابر على كونها مثالاً يحتذى به في مجال الحماية المدنية فقط، بل هي أيضًا صوت يعكس قوة وصمود المرأة في وجه التحديات التي قد تعترض طريقها، سواء على المستوى المهني أو الشخصي. جابر العربي، نموذجٌ حيّ للمرأة القوية التي تساهم في بناء مجتمع أكثر أمانًا وصحة.