وهران

معهد علم الاجرام بجامعة وهران يناقش موضوع  الإدمان بين التحديات الصحية والقانونية

جميلة.م
ناقش معهد علم الاجرام بجامعة وهران 1، مخاطر الادمان حيث  نظم المعهد  بالتنسيق مع مخبر البحث في العلوم الجنائية، صباح اليوم، يوماً دراسياً حول “الإدمان: التحديات الصحية والقانونية”. وتناول هذا اللقاء المتخصص مجموعة من القضايا التي تتعلق بتأثير الإدمان على الأفراد والمجتمع، من جوانب صحية وقانونية.
و في هذا الصدد أكد البروفيسور سليم بومسلوت ، رئيس قسم الطب الشرعي في مستشفى وهران ومدير مخبر البحث في العلوم الجنائية، على  أهمية الموضوع المطروح، موضحاً أن الإدمان يعد من أبرز الظواهر الاجتماعية والصحية التي تزايدت بشكل ملحوظ في الجزائر في السنوات الأخيرة. وقال: “الإدمان أصبح ظاهرة مقلقة تشكل تهديداً للصحة العامة، وقد وصل عدد المدمنين في الجزائر إلى أكثر من ثلاثة ملايين شخص، منهم 3% من النساء. ويمثل هذا الرقم حالة من القلق التي تستدعي التدخل العاجل على مختلف الأصعدة”.
وأضاف البروفيسور بومسلوت أن الجزائر، كونها تعدّ أكبر دولة في إفريقيا وأحد أبرز دول العبور عبر البحر الأبيض المتوسط، قد تحولت من دولة عبور إلى دولة استهلاك للمخدرات. وأوضح أن هذا التحول يتطلب تعزيز التعاون بين مختلف التخصصات لمكافحة هذه الآفة.
 وأكد على أهمية الدراسة من جوانبها المختلفة: “لقد جمعنا متخصصين من مجالات متعددة، من بينهم الأطباء النفسيون، المحامون، القضاة، ، وأعضاء من مختبرات الشرطة العلمية و الدرك الوطني، لتناول ظاهرة الإدمان من كل الزوايا”.
و من جهته البروفيسور عماني مولاي علي ، اختصاصي الطب النفسي ورئيس قسم الطوارئ النفسية بالمستشفى الجامعي بن زرجب بوهران ، أضاف بدوره أن الإدمان يمثل مشكلة صحية عامة كبرى في الجزائر، حيث يتفاقم بين فئة الشباب. وأشار إلى التأثيرات السلبية العميقة للإدمان على الصحة النفسية والجسدية، مشدداً على أن الإدمان يؤدي إلى عزلة اجتماعية وتدهور الحالة الصحية. وقال: “التأثيرات ليست فقط جسدية، بل يمكن أن تفضي إلى أمراض نفسية خطيرة، وقد لا تقتصر الظاهرة على فئات معينة بل تشمل شباباً من مختلف الطبقات الاجتماعية”.
وتابع قائلاً: “نرى أحياناً حالات لطلاب وطالبات من أسر ذات مستوى اجتماعي جيد، وقد وصل بهم الأمر إلى الانخراط في عالم الإدمان، مما يستدعي تدابير علاجية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار الجوانب النفسية والاجتماعية”.
تضمنت الفعالية جلسات متخصصة تناولت جوانب طبية نفسية من قبل المتخصصين في علم النفس، ودور القوانين والتشريعات في مكافحة الإدمان من خلال مساهمة المحامون والقضاة. كما تم تناول الجانب العلمي من خلال استعراض أحدث الدراسات في مجال السموم وكيفية الوقاية من المخاطر المتعلقة بالإدمان.
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق