قضايا
وكيل الجمهورية لدى محكمة فلاوسن يكشف عن ملابسات مقتل شاب مراهق بالبركي
جريمة مرتبطة بطلب فدية وتمويل تنظيم إرهابي في الخارج

م.ر
كشف وكيل الجمهورية لدى محكمة فلاوسن، اليوم الاثنين، في ندوة صحفية عن تفاصيل الجريمة البشعة التي راح ضحيتها شاب مراهق بحي البركي، حيث قادت التحقيقات إلى توقيف شخص يقطن في بلدية الكرمة يُدعى (ع.ض.د) المكنى “أبو عبد الله الجزائري”، وهو مطلوب للعدالة بتهم تتعلق بالانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط خارج الوطن.
التحقيقات كشفت أن الجاني قام بتقطيع جثة الضحية والتخلص منها في عدة أماكن متفرقة. وبعد عمليات بحث استمرت لساعات، تم العثور على بقايا هيكل عظمي بشري في المفرغة العشوائية ببلدية الكرمة. كما بيّنت التحريات أن عملية الاختطاف كانت بهدف طلب فدية من عائلة الضحية لإرسالها إلى التنظيم الإرهابي.
وتبين أن الموقوف له صلة باختفاء شخص آخر تم التبليغ عن فقدانه في 18 أغسطس 2024، وهو (ع.م)، البالغ من العمر 23 سنة، والمقيم بحي إيسطو. عائلته تلقت طلب فدية، قبل العثور على جثته في حي ساريمي.
كما أسفرت التحريات عن توقيف أربعة أشخاص إضافيين، إضافة إلى (ع.ض.د)، في كل من تلمسان، البليدة، باتنة، وتبسة، فيما لا يزال التحقيق الابتدائي مفتوحًا لكشف المزيد من التفاصيل.
وصرّح وكيل الجمهورية خلال الندوة الصحفية: “عملاً بأحكام المادة 11 من قانون الإجراءات الجزائية، تعقد هذه الندوة لإعلام الرأي العام وتجنب انتشار الأخبار المغلوطة حول قضية اختطاف وقتل القاصر (ب.ع.د) والشاب (ع.م) بعد طلب فدية”.
تعود وقائع الجريمة إلى 26 فبراير 2025، عندما تلقت النيابة شكوى بخصوص اختفاء القاصر (ب.ع.د) في ظروف غامضة. على الفور، أُسديت تعليمات إلى الضبطية القضائية لفتح تحقيق عاجل، حيث باشرت فرقة الجرائم الكبرى التابعة لأمن ولاية وهران التحريات.
وأوضحت التحقيقات أن القاصر شوهد آخر مرة بتاريخ 24 فبراير 2025، برفقة صديقه (ب.ع.ب) في حي البركي، قبل أن يختفي هو الآخر لاحقًا. وباستخدام تقنيات حديثة في التتبع الجغرافي، تبيّن أن القاصر الثاني كان متواجداً في بلدية الكرمة يوم اختفاء الضحية.
بناءً على هذه المعلومات، تم تحديد مسكن مشبوه في الكرمة، حيث تم تفتيشه في 13 مارس 2025، بعد استيفاء الإجراءات القانونية. وأسفرت العملية عن توقيف (ع.ض.د)، وهو عنصر سابق في تنظيم إرهابي، كان يقيم في المنزل مع زوجته عرفيًا (م.ف) وابنها القاصر (ب.ع.ب).
وفقًا للتحقيقات، قام (ع.ض.د) باختطاف القاصر (ب.ع.د) بمساعدة (ب.ع.ب) ووالدته (م.ف)، بهدف طلب فدية. وعندما تعقدت الأمور، قام الجاني بقتل الضحية بعد تعذيبه والتنكيل بجثته، قبل التخلص منها بعد ثلاثة أيام.
وبعد التحقيقات، تبيّن أن (ع.ض.د) كان قد انخرط سابقًا في نشاط إرهابي بسوريا، وبعد عودته إلى الجزائر وسجنه، استأنف نشاطه الإرهابي عبر عمليات اختطاف تهدف إلى تمويل التنظيم.
كما كشفت التحقيقات عن تورط (ع.ض.د) في اختفاء الشاب (ع.م) يوم 18/08/2024، حيث عُثر على صوره في هاتف المتهم وهو جثة هامدة. وبعد اعترافه، تم العثور على بقايا جثته مدفونة في منطقة سان ريمي ببلدية سيدي الشحمي.
تم توقيف أربعة أشخاص آخرين، بينهم زوجة الجاني وابنتاها البالغتان وابنها القاصر. وأكدت تحاليل الحمض النووي (ADN) أن العظام المكتشفة تعود للضحيتين.
من جهة أخرى، تم الكشف عن شبكة دعم وإسناد للجماعات الإرهابية في الخارج، يقودها (ع.ض.د). وبعد استكمال التحقيقات، أُمر بإيداع المشتبه بهم رهن الحبس المؤقت، فيما لا تزال التحقيقات مستمرة لتفكيك الشبكة بالكامل.