وطني

المدرسة العليا للإدارة العسكرية بوهران: شراكة استراتيجية مع الجامعات الوطنية لتنمية القدرات العسكرية

جميلةم

تُعدّ المدرسة العليا للإدارة العسكرية، التابعة للناحية العسكرية الثانية، والمسمّاة باسم المرحوم المجاهد أخاموخ الحاج موسى بوهران، إحدى الركائز الأساسية في تكوين الضباط العاملين بالجزائر. فهي تسهم في تزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لإدارة الشؤون العسكرية بفعالية، من خلال توسيع شراكاتها الأكاديمية وتطوير برامجها التكوينية. وتُعتبر المدرسة من أبرز المؤسسات التعليمية العسكرية التي تعكس التزام الجزائر بالاستثمار في شبابها وبناء قيادات عسكرية قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.

وقد وقفت “كاب ديزاد” ومختلف وسائل الإعلام، اليوم، على هذا الدور الريادي، في إطار الأبواب المفتوحة التي نظّمتها المدرسة، والتي شكلت فرصة للتعرف عن كثب على تاريخ المؤسسة، مهامها، وآفاق تكوين الضباط العاملين في مجالات الإدارة العسكرية.

خلال الزيارة، قدّم المدير العام للمدرسة، العقيد مغني عبد الله، لمحة تاريخية عن هذه المؤسسة التي تُعدّ من أعرق الهيئات التعليمية العسكرية في الجزائر. فقد تأسست المدرسة سنة 1928 تحت اسم “المدرسة العسكرية للإدارة” في الجزائر العاصمة، وتم دمجها عام 1975 مع مدرسة التكوين التقني والإنتاج بالحراش. وبعد عدة تحولات، استقر اسمها على “المدرسة العليا للإدارة العسكرية” سنة 2008، قبل أن تُسمّى في 18 مارس 2014 باسم المرحوم المجاهد أخاموخ الحاج موسى، تكريمًا لروحه.

التكوين والتعاون الأكاديمي

تُعدّ المدرسة العليا للإدارة العسكرية من المؤسسات التعليمية المتميزة، حيث تعتمد نظام “LMD” (ليسانس، ماجستير، دكتوراه) في تكوين الطلبة الضباط العاملين. ويتلقى الطلبة إلى جانب الدروس النظرية، تدريبات ميدانية في الوحدات العسكرية البرية، البحرية، والجوية، فضلاً عن تربصات تطبيقية داخل مؤسسات اقتصادية وصناعية.

ومن أبرز ملامح المدرسة، تكثيف التعاون الأكاديمي مع عدد من الجامعات الجزائرية. وقد كشف المدير العام أنه تم تفعيل عدة اتفاقيات تعاون في ميادين التكوين العالي، مع جامعات أحمد بن بلة (وهران 1)، وهران 2، عبد الحميد بن باديس (مستغانم)، جيلالي اليابس (سيدي بلعباس)، أبو بكر بلقايد (تلمسان)، الحاج بوشعيب (عين تموشنت)، مصطفى اسطنبولي (معسكر)، المدرسة العليا للاقتصاد بوهران، المدرسة العليا للإدارة العسكرية بتلمسان، جامعة الدكتور مولاي الطاهر (سعيدة)، جامعة غليزان، وجامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف (وهران).

كما تم توقيع اتفاقية بيداغوجية في ميدان التكوين في اللغة الإنجليزية وفق منهجية “New Headway” مع جامعة وهران1.

وأكد العقيد مغني أن هذه الشراكات تُعدّ ناجحة للطرفين، إذ فتحت آفاقًا جديدة أمام المدرسة في تعاملها مع مؤسسات التعليم العالي، وساهمت في ترقية عدة مجالات، منها تبادل المعارف والخبرات، واستقطاب أساتذة من ذوي الكفاءة العالية، إلى جانب تنظيم زيارات دراسية وإعلامية، من بينها برنامج خاص بمرور الطلبة الضباط على مستوى دوائر ومصالح الكليات الجامعية، خصوصًا تلك المتعلقة بالتوثيق والمكتبات.

تفتح المدرسة أبوابها سنويًا للطلبة الجدد الراغبين في الانضمام إلى صفوف الضباط العاملين. وقد تم تحديد مجموعة من الشروط، أبرزها أن لا يقل المعدل العام في شهادة البكالوريا عن 12/20، في التخصصات العلمية كرياضيات، علوم تجريبية، واقتصاد. ويشترط كذلك ألا يتجاوز عمر المترشح 18 سنة في 31 ديسمبر من سنة التسجيل لحاملي شهادة البكالوريا، و22 سنة لحاملي الشهادات الجامعية، بالإضافة إلى التمتع بلياقة بدنية جيدة، وأن يكون المترشح أعزبًا.

من جهة أخرى، أكد العقيد مغني عبد الله أن المدرسة تسعى إلى التوسع مستقبلاً، حيث تم إطلاق مشروع لبناء مقر جديد لها بمنطقة بئر الجير بوهران، من شأنه أن يُساهم في تحسين ظروف التكوين، وتوفير بيئة تعليمية حديثة ومتطورة لفائدة الطلبة.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق