وهران
الدكتورة مسّيتي في حوار مع ” كاب ديزاد “بمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالدم : كيس دم واحد ينقذ حياة ثلاثة أشخاص…كونوا بقوة وأنقذوا الأرواح

حوار: جميلة.م
تشهد المؤسسة الاستشفائية الدكتور فرادي محمد بغديل بولاية وهران منذ شهر ماي 2024 نشاطا دؤوبا في مجال التبرع بالدم، حيث تمكنت المؤسسة خلال السنة من جمع أكثر من 200 كيس دم، بفضل حملات دورية داخل المستشفى وأخرى خارجية في المساجد، الجامعات، والشركات.
وقد ساهم هذا النشاط في تلبية احتياجات عدة أقسام طبية مثل الطوارئ والجراحة و غيرها، حيث ساعد في إنقاذ حياة عدد كبير من المرضى.
في هذا السياق، كان ل”جريدة كاب ديزاد” حوار مع الدكتورة مسيتي، اختصاصية أمراض الدم و مسوولة نقطة نقل الدم على مستوى المستشفى،
كاب ديزاد:، ما هو الدور الذي تقدمه مصلحتكم داخل المؤسسة لمريض؟
د. مسيتي: المصلحة تلعب دورا محوريا في ضمان توفير الدم ومشتقاته للمرضى المحتاجين داخل المؤسسة.
عملنا يشمل تنظيم عمليات التبرع، تصفية الدم، تخزينه، وتحضيره حسب الحاجة، إضافة إلى التنسيق مع مختلف المصالح الطبية والجراحية لضمان التدخل في الوقت المناسب.
كاب ديزاد: ماهي أهم المصالح الاكثر طلبا لأكياس الدم؟
د. مسيتي: أغلب الطلبات تأتي من مصالح الاستعجالات، أمراض النساء والتوليد، الجراحة، وأمراض الدم المزمنة . كما نرافق مرضى السرطان خلال جلسات العلاج الكيماوي التي قد تستلزم نقل الدم بانتظام.
كاب ديزاد:متى انطلق العمل المصلحة بانتظام؟
د. مسسيتي: بدأنا نشاطنا المنتظم في شهر ماي 2024، من خلال أول حملة تبرع بالدم داخل المستشفى، و تم تنظيم هذا النشاط داخل المستشفى، أي “في الموقع”، حيث نستقبل بشكل أسبوعي متبرعين بالدم، يأتون خصيصا للتبرع.
هذا الأمر يسمح لنا أولا بتزويد بنك الدم الصغير الخاص بنا، والذي نستخدمه بدورنا لخدمة أقسام أخرى، على غراار قسم الطوارئ (IMC)، قسم الجراحة، وحاليا قسمنا الجديد قسم جراحة العظام والرضوض (الذي تم إنشاؤه مؤخرا).
كاب ديزاد: كيف تصفون الإقبال على التبرع بالدم داخل المؤسسة؟ وهل هناك فترات حرجة؟
د.مسيتي: الاقبال مقبول نوعا ما لأنني أُوضح أن هذا “نقطة تبرع بالدم” وليس مركز.
حيث سجلنا منذ شهر ماي 2024 الى. غاية نهاية السنة أكثر من 200 كيس و نسجل شهريا من 28 الى 40 كيس و في فترة الصيف نسجل تراجع ، حيث نسجل من 18 الى 25 كيس وذلك راجع الى ان معظم المتبرغين يكونون في عطلة بحكم موسم الاصطياف.
كاب ديزاد: هل تعتمدون فقط على الحملات داخل المستشفى؟
د. مسّيتي: لا، لدينا حملات خارجية أيضا في المساجد، الجامعات، والشركات. مثال ذلك حملة في احدى الشركات ، حيث جمعنا 15 كيسا في يوم واحد، و في حملة تبرع التي أجريناها في موسسة أخرى ، كنا قد عملنا بشكل جيد، وجمعنا 36 كيسا من الدم، إلى آخره. لكن هذا العدد يتفاوت. أحيانا تكون النتائج جيدة جدا، وأحيانا تكون اقل.
كاب ديزاد: كيف تنسقون هذه الحملات لتصلون للهدف المشترك؟
د. مسّيتي: بالتعاون مع مديرية الصحة، نضع برنامجا كل ثلاثة أشهر، يتضمن حملة شهريا، مع إمكانية زيادة العدد في المناسبات الخاصة.
نهدف إلى تغذية بنك الدم الصغير لدينا لتغطية احتياجات عدة أقسام مثل قسم الطوارئ، الطب الباطني، الجراحة، ومؤخرا جراحة العظام.
كاب ديزاد: هل لديكم أرقام عن كمية التبرعات خلال هذه الحملات وماهي أبرز الصعوبات خلال الحملات؟
د. مسيتي: في كل حملة تتراوح عدد الأكياس بين 31 كيس، و 39 كيس، علما انا في الصيف تنقص الكمية، لكن في المناسبات الدينية كرمضان، نجمع حتىا 40 كيس وهو رقم ممتاز.
أحيانا نجد متبرعين متحمسين ولكن متعبين من ضغط العمل أو يعانون من مشاكل صحية تمنعهم من التبرع.
وفي هذا الخصوص، سأتحدث مثلا عن اخر يوم ، استقبلت بعض المتبرعين، وكان من بينهم شخص لديه ضغط دم 20.5 للضغط الأعلى، و12.5 للضغط الأدنى. هذا أرسلته فورا إلى طبيب القلب بشكل عاجل. لكنه سألني: “لماذا ترفضني؟”، فقلت له: “انظر إلى الأرقام بنفسك، وضعك لايسمح بالتبرع ؟”.
كاب ديزاد: من هم الأشخاص المؤهلون للتبرع بالدم؟
د. مسّيتي: هناك شروط أساسية، مثل أن يكون المتبرع في سن مناسب، وزنه لا يقل عن 50 كلغ، ويكون قد تناول طعاما قبل التبرع.
ونحب بدورنا لجميع الكتب عين نوفر لهم وجبات خفيفة كالقهوة أو العصير مع التمر، ثم يرتاح قليلاً قبل بدء عملية التبرع.
كاب ديزاد: ما هي المراحل التي يمر بها المتبرع خلال العملية؟
د. مسّيتي: تبدأ العملية بالاستقبال، ثم الفحص الطبي، بعدها التبرع نفسه، وأخيرًا مرحلة الراحة وتناول وجبة خفيفة. الطبيب حاضر دائمًا لمراقبة الوضع.
كما أننا نستخدم جهاز قياس ضغط الدم، الأوكسيمتر، ونتأكد من عدم وجود موانع للتبرع مثل زيارة طبيب الأسنان مؤخرا أو وجود وشم أو ثقب حديث.
كاب ديزاد: ما أهمية كيس الدم الواحد وكيف تقيمون وضع التبرع بالدم؟
د. مسّيتي: كيس دم واحد يمكن أن ينقذ حياة ثلاثة أشخاص، لأنه يفصل إلى كريات حمراء وصفائح دموية وبلازما ومازلنا بحاجة إلى المزيد لضمان الاستمرارية.
حقيقة نقص الطاقم الطبي يوثر ، ولكن الأهم من ذلك أننا بحاجة إلى متبرعين. لأن عملنا كله يعتمد على التبرع، فإذا لم يكن هناك تبرع، لا نعمل. إذا لم يأت الشخص الذي يريد التبرع بالدم، ماذا ستفعل؟ لن تعمل. لذلك نحن نعتمد على المتبرعين ، هذا هو الواقع.
كاب ديزاد: هل لديكم خطط مستقبلية ورسالتكم في الاخير؟
د. مسيتي: نعم، نخطط لتوسيع الفريق وتنظيم حملات توعوية أكثر، خاصة في المدارس والجامعات، لتحفيز الشباب.
ورسالتي إلى المتبرعين، كونوا بقوة لأن كرمكم يساهم في إنقاذ الارواح. بفضل تبرعكم بالدم يمكن انقاذ عدد كبير من الاشخاص. تخيل ان تبرعا واحدا يمكن ان ينقذ ثلاث اشخاص. كلما زاد عدد المتبرعين زادت فرص الانقاذ وزادت فعاليتنا. وانا شخصيا ساكون من بينهم، لاننا في النهاية ننقذ بعضنا البعض.
فنحن بصحة جيدة، لكن في يوم من الايام قد نحتاج الى الدم لاطفالنا، لأهلنا، او لأنفسنا. التبرع بالدم هو عمل نبيل وعظيم. هو عمل غير ربحي، تطوعي، مجهول الهوية، ويعتمد على روح المساعدة، هو قمة في الكرم من المتبرعين.
هناك من يملك المال فيتبرع به، وهناك من يهب وقته لمساعدة الآخرين، لكن التبرع بالدم يعني ان تعطي جزءا من نفسك، لأن الدم جزء من كياننا. تخيل أن تعطيه لشخص آخر ليجري في جسده. من وجهة نظري، حتى من الناحية الفلسفية او الروحية، هذا شيء عظيم فعلا فكونوا كُثر.