وهران

جامعة وهران 1: أول دفعة في تخصص الهندسة البيو طبية تتخرج  شهر سبتمبر القادم

جميلة.م

تستعد كلية العلوم الدقيقة و التطبيقية التابعة لجامعة وهران 1، للاحتفال بتخرج أول دفعة من طلبة تخصص الهندسة البيو طبية خلال شهر سبتمبر المقبل، في حدث وصفه القائمون عليه بالمميز والفريد من نوعه، نظرا لكونه تتويجا لخمس سنوات من الدراسة والاجتهاد في واحد من أحدث التخصصات الجامعية.
وبحسب ما صرح به أستاذ الإعلام الآلي بهذا التخصص ل”كاب ديزاد”، فإن عدد الطلبة المتوقع تخرجهم يبلغ حوالي 38 طالبا، وهم أول من التحق بهذا التخصص منذ إدراجه لأول مرة سنة 2020، ضمن كلية العلوم الدقيقة والتطبيقية.
 
ويجمع تخصص الهندسة البيو طبية بين العلوم الطبية وعلوم الإعلام الآلي والهندسة، إذ يهدف إلى تسخير التكنولوجيا الحديثة لخدمة القطاع الصحي. ويساهم هذا التخصص في تطوير أدوات وتقنيات تساعد الأطباء والممارسين في المجال الطبي على تحسين أساليب التشخيص والعلاج، إضافة إلى ابتكار حلول تقنية للمشكلات التي تواجه المستشفيات والمؤسسات الصحية.
 
 
وقد لاقى التخصص منذ افتتاحه إقبالا معتبرا من طرف الطلبة، خاصة أولئك المهتمين بالتقاطع بين التكنولوجيا والعلوم الطبية، وهو ما يعكس الاهتمام المتزايد في الجزائر بهذا المجال الحيوي، الذي يشهد تطورا سريعا على المستوى العالمي. كما أن وجود مثل هذا التخصص محليا يفتح آفاقا واعدة لتكوين كفاءات وطنية قادرة على المساهمة في تطوير المنظومة الصحية بالبلاد.
ويأمل القائمون على التخصص أن يكون تخرج أول دفعة خطوة أولى نحو تعزيز حضور الهندسة البيو طبية في المحيط الجامعي والمهني على حد سواء، كما يأملون في دعم السلطات لهذا التخصص من خلال توفير مناصب شغل في المستشفيات والمراكز البحثية، وتمكين الخريجين من تطبيق معارفهم على أرض الواقع.
 
وسيتم تنظيم حفل التخرج بحضور الأسرة الجامعية وأهالي الطلبة، حيث سيتم تكريم المتفوقين واستعراض المشاريع التي أنجزها الطلبة خلال مسارهم الدراسي، ما يعكس المستوى العلمي والابتكاري الذي وصل إليه هذا التخصص الفتي.
 
90 ٪ من خريجي التخصص يحملون مشاريع ابتكارية في المجال الصحي
 
و في ذات السياق كشفت نفس المصدر أن 90 بالمئة من الطلبة المتخرجين يحملون مشاريع تخرج ابتكارية في المجال الصحي، تجمع بين التكنولوجيا والطب، وتستجيب لحاجيات واقعية يعاني منها المرضى والمؤسسات الصحية.
 ومن بين هذه المشاريع المتميزة، يبرز مشروع NeuroPulse Pro، وهو نظام متطور للتحفيز العصبي موجه لعلاج الآلام المزمنة في الظهر، خاصة الناتجة عن أمراض معقدة مثل التهاب العصب الوركي. ويرتكز هذا الجهاز على تقنية التحفيز العصبي غير الغازي عبر جهاز صغير يتم التحكم فيه إلكترونيا، بهدف تخفيف الألم من خلال تحفيز الأعصاب وإفراز الإندورفينات، ما يساهم في تحسين الحالة النفسية والجسدية للمريض.
 
ويعتمد المشروع على مكونات إلكترونية دقيقة لضبط تردد النبضات بدقة. أما الإشكالية التي حاول المشروع معالجتها، فتتمثل في كيفية تصميم جهاز أكثر فاعلية من الأجهزة التقليدية، يمكنه التكيف مع مختلف أنواع الآلام، ويمتاز بإعدادات أوتوماتيكية تمكنه من تجاوز العوائق التقنية والطبية خاصة فيما يتعلق بالآلام العميقة.
 
ويقدم المشروع حلا عمليا يتمثل في جهاز ذكي يحتوي على إعدادات تلقائية تتكيف مع كل حالة مرضية، مع تحديد دقيق لمكان وضع الأقطاب الكهربائية على الظهر، وتحكم كامل عبر تطبيق هاتف محمول، مما يسهل استعماله ويزيد من فعاليته العلاجية.
نظام ذكي لادارة غرف العمليات 
 
وفي نفس السياق، برز مشروع آخر لا يقل أهمية، وهو برنامج SURGICARE AI، وهو نظام ذكي لإدارة غرف العمليات الجراحية، يقوم بتصنيف الحالات الجراحية حسب درجة الاستعجال باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يتيح تقليص فترات الانتظار وتحسين تنظيم العمل داخل المستشفيات.
وتتمثل الإشكالية التي عالجها هذا المشروع في التحديات اليومية التي تواجهها المصالح الجراحية، خاصة ما يتعلق بتحديد أولويات التدخلات، وتوزيع الموارد الطبية. أما الحل المقترح، فيعتمد على برمجية تقوم بتحليل المعطيات الطبية للمريض، وتمنحه درجة استعجال مرفقة برمز لوني، مع تحديث مستمر لجدول العمليات حسب الحاجة. وهذا من شأنه تحسين نوعية الخدمات وتقليص الضغط على الفرق الطبية.
5 مشاريع مؤهلة للحصول على وسم لابال 
 
و حسب نفس المصدر، 5 مشاريع ابتكارية يحملها الطلبة الذين سيتخرجون من هذا التخصص، مؤهلين للحصول على وسم لابال، و تؤكد هذه المشاريع أن تخصص الهندسة البيو طبية بجامعة وهران 1 قد استطاع، رغم حداثته، أن ينتج كفاءات قادرة على اقتراح حلول مبتكرة وملموسة لمشاكل حقيقية في القطاع الصحي. 
كما تعكس هذه الابتكارات إدماج الطلبة في منطق البحث التطبيقي، وتفتح لهم آفاقا واسعة في مجالات البحث، التطوير، وحتى ريادة الأعمال في القطاع الصحي.
ومع تخرج أول دفعة، يتطلع المشرفون على التخصص إلى دعم رسمي وفعلي لتجسيد هذه المشاريع ميدانيا، عبر شراكات مع مؤسسات صحية، ما يعزز حضور الجامعة في قلب التحول التكنولوجي للقطاع الطبي في الجزائر.
هذا و وتفتح الجامعة الباب أمام تطوير البحث العلمي الموجه نحو خدمة الإنسان والمجتمع، عبر ربط الطب بالتكنولوجيا في إطار رؤية عصرية للتعليم العالي، من خلال هذا التخصص.  
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق