وهران

حوالي30 بالمائة من المرضى الذين تستقبلهم مصلحة الامراض العقلية بالمستشفىى الجامعي لوهران يعانون من الاكتئاب

جميلة.م 

تشير معطيات مصلحة الأمراض العقلية بالمستشفى الجامعي لوهران ، بن زرجب ببلاطو، أنه بين 20 و30 بالمائة من المرضى الذين يقصدون الاستشارة على مستواها يعانون من الاكتئاب، حسب ما أفاد به الدكتور عماني مولاي علي، رئيس مصلحة الامراض العقلية بالمشفى ، في تصريح خص به “كاب ديزاد “. وتكشف هذه الأرقام حجم انتشار هذا المرض النفسي ، رغم خطورته وتأثيره المباشر على حياة الافراد والمجتمع.
و أكد في ذات السياق، محدثنا،  أن الاكتئاب يعد من أكثر الأمراض النفسية شيوعا، ومع ذلك لا يزال اقل من نصف الحالات يتم تشخيصها وعلاجها بالشكل المناسب .
ويرجع المختصون، هذا التأخر الى عدة اسباب، من بينها نقص الوعي الصحي، الخوف من نظرة المجتمع، وانتشار الوصمة الاجتماعية التي تجعل المريض يتردد في طلب المساعدة الطبية في الوقت المناسب.
و أوضح الدكتور عماني مولاي، علي أن الاكتئاب ليس مجرد حالة حزن عابرة، بل هو معاناة داخلية عميقة تفقد الانسان اهتمامه بالحياة وبالانشطة التي كانت تمنحه السعادة، وتؤثر سلبا على ادائه المهني وعلاقاته العائلية والاجتماعية. وتشير التقديرات العالمية الى ان اكثر من 350 مليون شخص يعانون من الاكتئاب، بينما يقدر عدد المصابين في الجزائر بحوالي مليوني شخص، مع تسجيل نسب اعلى لدى النساء مقارنة بالرجال، وظهور اولى النوبات في سن مبكرة، خاصة في بداية العشرينيات.
وتتعدد أعراض الاكتئاب، من حزن دائم وشعور بالفراغ، الى فقدان المتعة، الارهاق الشديد، اضطرابات النوم والشهية، ضعف التركيز، وقد تصل في الحالات الشديدة الى افكار انتحارية. ورغم خطورة هذه الاعراض، لا يزال المجتمع يتعامل معها باستخفاف، كما تنتشر تفسيرات غير علمية مثل ربط المرض بالعين او السحر، مما يبعد المريض عن العلاج الطبي الفعال.
 و أشار متحدثنا، أن المصلحة نطمت مؤخرا يوما تحسيسا حول هذا المرض، و من خلاله شدد الخبراء على اهمية الكشف المبكر عن الاكتئاب، خاصة على مستوى الطب العام، باعتباره حلقة اساسية في المنظومة الصحية.
كما تمت الدعوة الى محاربة الأفكار المسبقة التي تربط الاكتئاب بالضعف الشخصي او بقلة الايمان، مؤكدين ان الاكتئاب مرض حقيقي له اسس علمية وبيولوجية ونفسية واضحة، ويتطلب تكفلا طبيا متخصصا.
كما أشار المختصون، إلى أن أسباب الاكتئاب معقدة ومتداخلة، تشمل صدمات الحياة، الاضطرابات العصبية والهرمونية، العوامل الوراثية، وقد يكون في بعض الحالات عرضا لامراض عضوية مزمنة. وتم التأكيد على ضرورة الاهتمام بالفئات الهشة، خصوصا الشباب، النساء، ومرضى الامراض المزمنة، اضافة الى طلبة كليات الطب الذين يعانون من ضغوط نفسية كبيرة.
هذ و أجمع المشاركون على ان الاكتئاب قابل للعلاج والشفاء، شريطة التكفل المبكر واعتماد مقاربة علاجية متكاملة تجمع بين العلاج النفسي والدوائي عند الحاجة، مع اشراك محيط المريض في مسار التعافي. كما دعوا الى تعزيز خدمات الصحة النفسية، تكثيف البرامج التحسيسية، وتشجيع البحث العلمي الوطني، مؤكدين ان كسر حاجز الصمت وطلب المساعدة يبقى الخطوة الاولى نحو الشفاء.
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق