وهران

دعوة إلى تجديد الخطاب الديني وتفعيل قيم التزكية في المجتمع في الملتقى السنوي الثامن للجمعية الطيبية بوهران 

جميلة.م
 
 دعا مختصون وأكاديميون، خلال مشاركتهم في الملتقى السنوي الثامن للجمعية الثقافية الطيبية، المنعقد يوم الخميس بوهران ، إلى تجديد الخطاب الديني والصوفي وتفعيل علوم التزكية كرافعة لإعادة التوازن القيمي داخل المجتمع الجزائري، مؤكدين أن التحديات الراهنة تستوجب خطابا روحيا معاصرا يرسخ قيم التسامح والعيش المشترك ويعيد للمجتمع تماسكه.
جاء الملتقى، تحت عنوان: “علوم التزكية وصون الانسجام الاجتماعي: قراءة في التجارب الروحية في مواجهة التحديات القيمية المعاصرة”، بتنظيم مشترك بين الجمعية وفرقة الثقافة والاتصال التابعة لمخبر الاتصال، وشارك فيه أساتذة من عدة جامعات جزائرية، إلى جانب مشايخ وممثلين عن مؤسسات دينية وثقافية.
في أجواء علمية وروحية متميزة، تناولت المداخلات تجارب روحية صوفية إسلامية ساهمت، تاريخيا، في ترسيخ القيم المجتمعية وحماية النسيج الاجتماعي، خاصة في فترات الأزمات والاضطرابات. 
وفي هذا الصدد، تم التأكيد على أن التزكية ليست مجرد مفهوم ديني، بل مشروع تربوي واجتماعي يهدف إلى تهذيب السلوك وتقويم العلاقة بين الفرد وذاته، وبين الفرد والمجتمع.
 اين دعا المشاركون إلى أن يكون الخطاب الديني أكثر قربا من الواقع، وأقدر على مواكبة تطورات العصر، خاصة فيما يتعلق بوسائل الاتصال الحديثة وانتشار الأفكار العابرة للحدود. وأكدوا أن الشباب يحتاجون إلى خطابات روحية بلغة يفهمونها، وبمضامين تحاكي تطلعاتهم وتحدياتهم اليومية.
كما شددت توصيات الملتقى على ضرورة تفعيل دور المشيخة المنخرطة في الواقع المجتمعي ، والتي يمكنها أن تلعب دورا في الوساطة الاجتماعية ومعالجة التوترات، نظرا لما تتمتع به من رصيد أخلاقي وروحي واحترام شعبي. وتمت الدعوة إلى تشجيع ظهور نماذج قيادية صوفية واعية بقضايا المجتمع وقادرة على التفاعل معها.
من بين النقاط التي تمت الإشارة إليها بقوة، مسألة المرجعية الدينية الوطنية الجامعة، والتي اعتبرت صمام أمان للوحدة الفكرية والروحية للمجتمع الجزائري، حيث أوصى المشاركون بالتمسك بها، مع الانفتاح على قراءات جديدة لتراث التزكية، تستند إلى أدوات علمية حديثة تراعي متغيرات الواقع.
و شدد المتدخلون على الحاجة إلى خطاب إعلامي يعكس روح التزكية والتصوف المعتدل، ويسهم في تعزيز ثقافة الحوار والسلم والتسامح، من خلال شراكات فعلية بين الزوايا والمؤسسات الإعلامية والدينية، لإبراز الجوانب المضيئة من التراث الروحي الجزائري.
وقد ثمن المشاركون الجهود التي تبذلها الجمعية الثقافية الطيبية في تنظيم هذا النوع من الملتقيات الفكرية والروحية، مؤكدين على أهمية استمرار هذه المبادرات التي تفتح المجال للنقاش الهادئ والمتوازن حول القضايا القيمية، وتعيد الاعتبار للمقاربات الروحية في بناء المجتمعات.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق