وهران
العثمانية تواصل العمل الميداني للارتقاء بجمالية المحيط و تجند 162 عامل نظافة و حملات تحسيسية للقضاء على التوسعات

جميلة. م
تواصل مندوبية العثمانية التابعة لبلدية وهران مجهوداتها المتواصلة في سبيل تحسين الإطار المعيشي للمواطنين والارتقاء بجمالية الأحياء الحضرية، حيث تكاثف الجهود في مجال تهيئة الشوارع والطرقات والمحافظة على نظافة المحيط العام. ووفق ما أفاد به مندوب المندوبية، ” أوبوزار محمد أمين ، في حديثه لكاب ديزاد، فإن هذه المساعي تندرج ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تحسين نوعية الحياة والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للسكان، مع التأكيد على استدامة هذه الجهود خلال سنة 2025 وما بعدها، بما يضمن مدينة أكثر نظافة وتنظيمًا وجاذبية.
مشاريع تهيئة الطرقات والأرصفة خطوة نحو تحسين الإطار الحضري
و في هذا السياق كشف ذات المتحدث أن مندوبية العثمانية شهدت خلال الفترة الأخيرة عددا من المشاريع الهامة في مجال تهيئة الشوارع والطرقات، من بينها مشروع ترميم الأرصفة بشارع مكي خليفة، الممتد من منطقة لاغلاسيار إلى غاية نهاية خط حافلة B. وأوضح المندوب أن نسبة الإنجاز في هذا المشروع فاقت 60 بالمئة، مع تسجيل وتيرة عمل معتبرة تشرف عليها شركة وطنية متخصصة، ما يعكس الحرص على احترام المعايير التقنية وضمان جودة الأشغال المنفذة.
كما شملت عمليات التهيئة إعادة الاعتبار لعدة شوارع داخل أحياء حيوية، على غرار حي كوبوراتيف سعدي وحي 1004 مسكن، حيث لم تقتصر الأشغال على إصلاح الطرقات فقط، بل امتدت لتشمل الأرصفة وشبكات الإنارة العمومية، ما ساهم في تحسين السلامة المرورية وتسهيل حركة المشاة.
وتهدف هذه التدخلات إلى خلق فضاءات حضرية أكثر أمانا وراحة، خصوصا في الأحياء ذات الكثافة السكانية المرتفعة، إضافة إلى تعزيز الطابع الجمالي للمدينة بما يجعلها أكثر جاذبية للسكان والزوار على حد سواء.
وفي هذا السياق، أكد أوبوزار محمد أمين أن المندوبية تسعى إلى مواصلة هذه المشاريع خلال سنة 2026، من خلال برمجة عمليات جديدة لتهيئة الشوارع والطرقات، إضافة إلى الاهتمام بالحدائق والمتنزهات والأحياء السكنية، بما يساهم في خلق بيئة حضرية متكاملة تجمع بين الجمالية والراحة الوظيفية. واعتبر المندوب أن هذه الجهود لن تحقق أهدافها دون مشاركة فعالة من المواطنين والتزامهم بالحفاظ على المنجزات المحققة، مع ضرورة التحلي بالوعي والمسؤولية المجتمعية في التعامل مع الفضاء العام.
نظافة المحيط ومواجهة النقاط السوداء تحديات يومية
تولي مندوبية العثمانية أهمية كبيرة لمسألة نظافة المحيط، باعتبارها عنصرا أساسيا في تحسين الإطار المعيشي والحفاظ على الصحة العمومية. وفي هذا الإطار، سخرت المندوبية 162 عامل نظافة يعملون يوميا عبر مختلف الأحياء التابعة لها لضمان رفع النفايات وتنظيف الشوارع والساحات العمومية. وتكفل هؤلاء العمال بمراقبة الفضاءات العامة باستمرار، مع العمل على إزالة أي مخلفات ناتجة عن الإهمال أو رمي النفايات في غير أماكنها المخصصة.
كما تتعاقد المندوبية مع 12 مؤسسة خاصة تقوم بدورها بعمليات رفع النفايات باستعمال حافلات مخصصة، ما يعزز من قدرات التدخل ويتيح تغطية مختلف النقاط الحساسة. غير أن المندوب أشار إلى أن المندوبية تواجه ظاهرة “النقاط السوداء”، حيث يتم في كل مرة رفع الأوساخ لتعود مجددا نتيجة بعض السلوكيات السلبية، مثل رمي النفايات خارج الأوقات المحددة أو في أماكن غير مخصصة لها، ما يشكل عائقا أمام الجهود المبذولة ويستدعي مزيدا من الحملات التحسيسية والتوعية.
وأكد أوبوزار محمد أمين أن هذه الظاهرة تتطلب شراكة فعالة مع المجتمع المدني، من خلال برامج توعوية وتثقيفية للحد من السلوكيات السلبية، وتشجيع المواطنين على المشاركة في الحفاظ على نظافة الأحياء. ورغم هذه التحديات، تواصل فرق النظافة عملها اليومي دون انقطاع، في محاولة مستمرة للقضاء على النقاط السوداء والحفاظ على صورة لائقة للمنطقة.
حملات تحسيسية للقضاء على التوسعات العشوائية وحماية جمالية الأحياء
إلى جانب مشاريع التهيئة وجهود النظافة، تعمل مندوبية العثمانية على مواجهة ظاهرة التوسعات العشوائية، سواء في البنايات أو النشاطات التجارية، لما لها من أثر سلبي على جمالية الأحياء وسلامة الفضاءات العمومية. وفي هذا الصدد، نظمت المندوبية عمليتين ميدانيّتين للقضاء على التوسعات العشوائية في البنايات، ضمن إطار تطبيق القوانين وحماية النسيج العمراني للمدينة.
وأكد المندوب أن هذه العمليات تمت مع احترام كامل للإجراءات القانونية، مع الحرص على توعية المواطنين بخطورة هذه التوسعات على المدى الطويل، لا سيما تأثيرها على الفضاءات العامة وسلامة حركة المرور.
كما شملت الجهود مجال التجارة، حيث نظمت المندوبية حملات تحسيسية موجهة للتجار، لتوعيتهم بضرورة احترام المساحات المخصصة لهم وترك الأرصفة للمشاة، وعدم الاستحواذ عليها بطرق غير قانونية.
وأشار أوبوزار محمد أمين إلى أن الحفاظ على جمالية المنطقة مسؤولية مشتركة، تتطلب تضافر جهود الإدارة والمواطنين والتجار على حد سواء، من خلال تكريس ثقافة احترام الفضاء العام، التحسيس المستمر، والمتابعة الميدانية، مع تطبيق القوانين الردعية عند الضرورة.
التأكيد على ضرورة تكاثف الجهود لتحقيق بيئة حضرية متكاملة
أبرز المتحدث أن الحفاظ على بيىة حضارية. يتطلب إرادة حقيقية للنهوض بالإطار الحضري وتحسين ظروف عيش السكان، من خلال مشاريع تهيئة الطرقات والأرصفة، جهود النظافة اليومية، والحملات التحسيسية لمواجهة التوسعات العشوائية. ورغم التحديات المرتبطة بالنظافة، السلوكيات السلبية لبعض المواطنين، والتوسعات غير القانونية، ستواصل المندوبية العمل وفق رؤية واضحة ترتكز على التهيئة المستدامة، الحفاظ على البيئة، وإشراك مختلف الفاعلين في بناء مدينة نظيفة ومنظمة تليق بتطلعات سكانها.
حيث تهدف المندوبية إلى خلق فضاءات حضرية جذابة، آمنة ومريحة لجميع المواطنين، تشجع على التفاعل الاجتماعي، وتحفز على الاستثمار المحلي والسياحة الداخلية، بما يعزز من مكانة وهران كولاية حضارية نموذجية تجمع بين الحداثة والاحترام للبيئة.



