وهران

الجامعة الصيفية بوهران: مدير الصحة يؤكد على ضرورة تظافر الجهود لإنجاح تسيير المؤسسات القطاع والتكوين 

جميلة.م

 
تتواصل بولاية وهران خلال الفترة الممتدة من 27 إلى 29 جويلية 2025، فعاليات الجامعة الصيفية لفائدة مسيري المؤسسات الصحية، بتنظيم من وزارة الصحة والسكان وتحت إشراف مديرية التكوين،  على مستوى المعهد الوطني للتكوين العالي شبه الطبي بحي السلام، وبمشاركة أزيد من 70 ممثل عن ولايات الجنوب الغربي والغرب الجزائري.
 و حسب ما توضحه مدير الصحة و السكان لولاية وهران الحاج بطواف، الجامعة الصيفية لهذه السنة حملت شعار “آليات تحديث التسيير الاستشفائي”، وامتدت إلى خمس مواقع عبر الوطن، منها المدرسة الوطنية للمناجمنت وإدارة الصحة، ومعاهد التكوين الصحي بكل من مستغانم، جيجل، عنابة والجزائر العاصمة.
 و في كلمته ، شدد الحاج بطواف، على أهمية هذا الحدث في تعزيز كفاءة الإطارات الصحية وتوحيد الرؤية في مجال التسيير الحديث. وأكد أن تسيير المؤسسات الصحية في زمن العولمة والتحول الرقمي لم يعد أمرا سهلا، بل يتطلب تضافر الجهود والالتزام بالتحول الرقمي كخيار استراتيجي لا غنى عنه.
كما تم التطرق إلى موضوع الرقمنة باعتبارها ركيزة من ركائز تسيير القطاع الصحي في المرحلة القادمة.
 وقد أكد مدير الصحة بوهران أن الرقمنة أصبحت اليوم عنصراً محورياً في تطور المنظومات الصحية العالمية، كونها تسهّل جمع وتحليل البيانات، وتتيح مراقبة دقيقة لمختلف مؤشرات الأداء، سواء المتعلقة بالمريض أو بتسيير الموارد.
وأشار إلى أن مشروع رقمنة المؤسسات الصحية ليس فقط تحديا تقنيا، بل هو خيار استراتيجي سيمكن من توفير معلومات دقيقة تستثمر في التخطيط واتخاذ القرارات بشكل أكثر فعالية.
 
واعتبر أن الجامعة الصيفية ليست فقط محطة تكوينية، بل فرصة حقيقية لتعزيز النقاش وتبادل الخبرات والممارسات الفضلى بين مختلف الفاعلين في قطاع الصحة، لاسيما في ظل تركيز الدولة على تحسين التكفل بالمريض وتحديث أساليب العمل داخل المؤسسات الصحية العمومية والخاصة.
 
 
 
الفعالية منصة لتعزير التوجه نحو الادارة الحديثة 
 
 و أجمع المشاركون، أن االفعالية شكلت منصة فريدة لتطوير كفاءات مسيري المؤسسات الصحية وتعزيز التوجه نحو الإدارة الحديثة المبنية على التخطيط، الرقمنة، والابتكار. كما أكدوا على ضرورة استمرار مثل هذه الفعاليات بشكل دوري، حتى تتكرس ثقافة التكوين المتواصل، والتحديث الدائم في قطاع حساس وحيوي كقطاع الصحة.
 
 و ركز اليوم الثاني من الفعالية على محور الاتصال المؤسساتي، وأهميته في نجاح التسيير داخل المؤسسات الصحية. واعتبر المشاركون أن الاتصال الفعال، سواء الداخلي بين العاملين أو الخارجي مع المحيط الاجتماعي، يمثل أداة حيوية في بناء الثقة وتحقيق الانسجام داخل المؤسسة.
و شددت عائشة سدي رئيس متصرف بمديرية الصحة و السكان بأدرار على أن نجاح المسير لا يعتمد فقط على الجانب الإداري أو التنظيمي، بل على قدرته في التحكم في قنوات الاتصال، وتوظيفها بشكل فعال لإدارة الأزمات، تحفيز الفرق، وضمان علاقة صحية ومستقرة مع المواطن.
وفي هذا السياق، أكدت عائشة سدي، أن الملتقى كان فرصة ثمينة لتبادل الرؤى حول كيفية بلورة مشاريع المؤسسات الصحية، من خلال منهجية تقوم على تحديد الأهداف، تعبئة الموارد، تشكيل هيئات تنفيذية وتقييمية، ثم مراقبة الإنجاز ميدانيا. 
 
 
 
مشروع المؤسسة: ركيزة أساسية للتسيير الفعّال
 
 
و من أبرز المحاور التي تم تناولها خلال الجامعة الصيفية، ما يعرف بـ”مشروع المؤسسة”، والذي يعد أداة جوهرية في هيكلة التسيير داخل المرافق الصحية. وأكد مدير المعهد الوطني للشبه الطبي حي السلام أن كل مدير مؤسسة صحية مطالب بإعداد مشروع واضح المعالم، يستند إلى أهداف مرحلية تمتد لثلاث سنوات، ويرتكز على تسخير الإمكانيات البشرية والمالية لضمان الوصول إلى نتائج ملموسة.
 
وأشار إلى أن المشروع لا ينبغي أن يكون مجرد وثيقة إدارية، بل خطة عمل ديناميكية تترجم على أرض الواقع عبر مبادرات ملموسة تستهدف تحسين الأداء وضمان الجودة في الخدمة الصحية المقدمة للمواطن.
 
 
التأكيد على ضرورة مواصلة التكوين
 
و اكد مدير المعهد الذي احتضن الفعالية أن الجامعة الصيفية 2025 للصحة بوهران لم تكن مجرد فعالية بروتوكولية، بل تجربة ميدانية غنية تعكس التوجه الجاد لوزارة الصحة نحو إحداث قفزة نوعية في تسيير المؤسسات الصحية بالجزائر. عبر المحاور التي طرحت، من مشروع المؤسسة إلى الاتصال الداخلي والرقمنة، ترسم الوزارة خارطة طريق واضحة المعالم نحو تحسين الأداء وتكريس ثقافة الخدمة العمومية الهادفة والفعالة.
فمع استمرار هذا النوع من المبادرات، يمكن التفاؤل بمستقبل واعد للمنظومة الصحية الجزائرية، خاصة إذا اقترن التكوين المستمر بالإرادة السياسية وتوفر الوسائل المادية والبشرية، وهي أمور أكدت الدولة تسخيرها بكل جدية.
 
و اضاف ان الفعالية شهدت حضور مجموعة من الأساتذة الجامعيين والخبراء المتخصصين في القانون الصحي، والإدارة، والتسيير الحديث، ومن بينهم الأستاذ عباسة الجيلالي، مدير سابق لوكالة الأنباء ، كما تم ، تناول الجوانب القانونية والإدارية في تسيير المؤسسات الصحية، بالإضافة إلى الأطر التنظيمية التي تحكم القطاع.
وأشاد الحضور بحسن التنظيم، والثراء العلمي للمداخلات، وبتوفير ظروف إقامة مناسبة للوفود القادمة من ولايات الجنوب، من بينها تندوف، بني عباس، النعامة، البيض، وتلمسان.
و أشار إلى أن المعهد كان في أتم الجاهزية لاحتضان الحدث، حيث تم تسخير كل الموارد اللوجستية والبشرية لاستقبال الوفود وتنظيم الجلسات التكوينية.
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق