قضايا

خالة تتحول إلى قاتلة بعد كفالتها لحفيدتها

أحمد ياسين

كانت برعمة لازالت في بداية طريقها للإزهار، لكن قدرها التعيس، قادها طلاق والديها إلى خالة لا تحمل إنسانية ولا قرابة عائلية ولا شعور بلذة الحياة، فأنهت وجودها وقطفت روحها قبل أن تزهر بطريقة تراجيدية.تحولت قاعة المحاكمة بمحكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران إلى قاعة تجمد حضورها، أمام رواية أحداث الجريمة الشنيعة التي ارتكبتها خالة في حق ابنة اختها، التي لم تتجاوز 5 سنوات، ذات يوم من شهر مارس 2022.حيث أمر قاضي الأحداث بمنح حق حضانة الطفلة إلى خالتها، بعدما طلّق والديها وأصبحت الظروف غير ملائمة لعيشها مع أي منهما. انتقلت الطفلة لتعيش مع خالتها وخالها وجدها، ولأنها طفلة ولازال عودها لم يشتد وعقلها لم ينضج، فقد كانت تتمرد على الهدوء وأوامر خالتها، وكان عقابها العنف والضرب. ومع توالي الأيام، فقد أصبحت الطفلة تسقط مغمى عليها، لكن ما حدث في جوان 2022، كان النقطة الفاصلة، التي أنهت حكاية زواج فاشل لا هو استمر ولا حافظ على ثمرته (طفلة في بداية الحياة)، فقد أرادت الخالة أن تعاقب ابنة أختها بعدما تمردت على أوامرها، وبقيت تصر على تصرفاتها التي أزعجت الخالة، فبدأت بضربها ورطمها على الجدار. لم تتحمل الطفلة قوة الضرب ودرجة ارتطام رأسها مع الجدار، فسقطت مغشيا عليها، حاولت خالتها أن توقظها من غيبوبتها، لكنها فشلت في ذلك، فرفعتها وضربت رأسها مع الأرض، لكنها لم تنجح. فكرت ثم أخبرت شقيقها ووالدها، فنقلوها إلى طبيب خاص، لكنه نصحهم بتحويلها إلى مستشفى الأطفال بكناستيل. وصلت الطفلة وهي لازالت غائبة عن الوعي إلى المستشفى، لكن الصدمة كان مفاجئة للخالة والخال وجدها وهم يسمعون الفريق الطبي يؤكد لهم وفاتها، وفي نفس للوقت أجرى اتصالاته مع مصالح الأمن، أخبرهم بوفاة طفلة بسبب تعرضها إلى نزيف داخلي بعد ارتطام رأسها، إلى جانب آثار ضرب وعض على مختلف أنحاء جسدها، ما يعني أنها تعرضت إلى عنف. وخلال المحاكمة، حاولت الخالة التنصل من مسؤوليتها، بمحاولة التحايل على الهيئة القضائية، عبر تأكيدها أن آثار العنف تعود إلى 3 أشهر خلت، مذكرة أنها تتعرض إلى تهديد مستمر من عائلة زوج شقيقتها لأنها تتكفل بالطفلة، رغم أن القضاء سمح لها بذلك. في حين أكد الخال، أنه لم ير حفيدته الصغيرة تضرب أمامه، وعند ملاحظته لإغمائها المتكرر، عرض على شقيقته أخذها إلى الراقي لإيجاد علاج لها، في حين أكد الجد أنه لم يكن موجودا لما ضربت ابنته حفيدته. وانتهت المحاكمة بتسليط إدانة سجن نافذ ب20 سنة للخالة القاتلة، سجن نافذ لعام واحد في حق الجد، بينما نال الخال حكم البراءة.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق