جهوي
وهران تفقد “عمي موسى” بائع الكتب على سيارة وسط المدينة: مسيرة 40 سنة مع الكتاب تدخل الذاكرة

ح/نصيرة
فقدت وهران أحد أهم الموسوعات في بيع الكتاب اليوم الجمعة، “عمي موسى بائع الكتب في شارع الأمير عبد القادر والذي وافته المنية بعد مسيرة مع الكتاب عمرها 40 سنة، كان يعرضه بطريقة ملفتة وجذابة تجعل الجميع يريد الغوص في الموسوعة التي يعرضها على سيارة النيفا NIVADA التي حولها و لسنوات كمكتبة و طاولة.
الفقيد عمي موسى ترك أثره بعد أن كان لافتا ومتميزا بالنسبة لإعلاميين بوهران، سبق وأن سردوا مسيرته مع الكتاب وعرضه للبيع بطريقة ذكية وتقليدية، من ذلك أبدى الإعلامي قلوش رضوان تأثره لسماع خبر وفاة قامة عرفت كيف تحافظ على جيل قراءة الكتاب، وقال بأنه منذ 10 سنوات كإعلامي، كان قد نقل مسيرة المرحوم عمي موسى بجريدة “صوت الغرب” التي كانت تنشط في الساحة قبل اختفائها، وأن الفقيد هو من الزمن الجميل في القراءة والمطالعة… إنسان تعلق بالكتاب ولم يفارق رغم سنه لا صيفا ولا شتاء، فكان ذلك بشوش… يعير الكتب بدل بيعها لمن لا يستطيعون شرائها.
ويقول الاعلامي رضوان أن “عمي موسى” موسوعة وعمله كان استثنائي لأنه أمام التطور التكنولوجي وزمن المعارف الحديثة الإلكترونية رفع بنفسه التحدي في عرض كبه في سيارته التي حولوها إلى متحف للكتب.
بينما كانت هناك كتابات صحفية ملفتة كمقال للإعلامية خيرة بن ودان
تحت عنوان خلد مسيرة عمي موسى في حياته قبل مماته : “فيلم “كتاب على العتبة” ينتقل من وهران إلى ميلة”
وبدأ نص المقال يسرد كيف أن” المخرج الشاب عبد الصمد شنافي” أبدع في عمله الجديد “كتاب على العتبة” في المسابقة الوطنية الجامعية للأفلام المقررة بميلة ويروي أقدم بائع كتب بوهران اسمه عمي “موسى” وهو رجل يعرض دفاتره فوق سيارة قديمة في أزقة وسط المدينة اين يقف لساعات في انتظار الأوفياء”
رحل عمي موسى وأبناء وهران الذين فقدوه وضعوه في ذاكرتهم الحية التي لا تموت ونقلوا تعازيهم لوفاته، بل طلبوا أن يكون مكان بيعه الكتب رمز ينشطون فيه روح القراءة للكتاب.
بالمختصر أن عمالقة ذاكرة وهران من “كيوسك حمو” ومحل “كارنتيكا عيبوط” رحمهم الله هم من الزمن الذي روى أيام جميلة لدى ساكنة الولاية ولا يزال مقامهم منقوش ومحفور في الأذهان.