وهران
49 جمعية دينية لجمع التبرعات للمشاريع المسجدية بوهران

جميلة. م
سجلت ولاية وهران أكثر من 49 جمعية دينية مستفيدة من عملية جمع التبرعات المخصصة للمشاريع المسجدية، في خطوة لافتة تؤكد التلاحم الاجتماعي وروح التعاون بين المواطنين في ولاية وهران، حيث عرفت هذه المبادرات إقبالاً كبيراً على التبرع، لاسيما في الأحياء التي تفتقر إلى المساجد، ومنها الأقطاب السكنية الجديدة كالقطب الحضري عدل مسرغين، الذي أصبح يحتل مكانة بارزة ضمن هذه المبادرات الخيرية، الأمر الذي يعكس تفاني المجتمع في تقديم الدعم للأنشطة الدينية، وهو ما يعزز من قيم التضامن الاجتماعي.
و على ضوء ما افاد به مدير الشؤون الدينية و الأوقاف في تصريح لكاب ديزاد، تمثل عملية جمع التبرعات للمشاريع المسجدية في ولاية وهران نموذجاً حيّاً للتكافل الاجتماعي والروح الوطنية، من خلال المشاركة الفعالة للمواطنين والجمعيات، من أجل توفير بيئة دينية وروحية تساهم في تنمية المجتمع على مختلف الأصعدة.
وحسب الأرقام المقدمة من طرف مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف تمكنت الجمعيات الدينية في ولاية وهران من تحصيل مبالغ معتبرة من خلال هذه المبادرات، حيث تجاوزت المبالغ المحصلة طيلة عام 2024،(616,806,427.02 دج) ما يعكس مدى تفاعل المواطنين مع هذه المبادرات الإيمانية ، و التفاف المجتمع حول مشاريع المسجد والاهتمام الكبير بتوفير أماكن للعبادة في المناطق ذات النمو العمراني السريع.
تشير الأرقام إلى أن معظم التبرعات جاءت من سكان الأحياء السكنية الجديدة، والتي تتسارع فيها وتيرة النمو السكاني، مثل القطب الحضري عدل مسرغين، فمع تزايد عدد السكان في هذه المناطق، أصبح من الضروري توفير مساجد لاستيعاب احتياجات المصلين. وبالرغم من وجود العديد من التحديات، إلا أن المبادرات التطوعية للمجتمع ساهمت في بناء عدة مساجد ضمن هذه المناطق، ما يعكس التكافل والتضامن بين جميع فئات المجتمع.
رغم الإقبال الكبير على جمع التبرعات، إلا أن هذه المبادرات لا تخلو من التحديات. فالضغوط الاقتصادية التي يعيشها المواطنون قد تؤثر على قدرة البعض على التبرع. كما أن الحاجة إلى رقابة أكثر شفافية في جمع الأموال وصرفها تظل من القضايا التي تثير اهتمام العديد من المواطنين. لذلك، تستمر الجمعيات في نشر تقارير دورية وتوضيح كيفية تخصيص الأموال، مما يعزز الثقة بين المتبرعين والمنظمين.
و في هذا الصدد تلعب الجمعيات الدينية دوراً مهماً في تنظيم حملات جمع التبرعات، حيث تسهم في توعية المواطنين بأهمية هذه المشاريع الدينية. وتشرف الجمعيات على توزيع المهام والموارد، مما يضمن شفافية العملية ويشجع الناس على المشاركة في دعم هذه المشاريع. وتنظم هذه الجمعيات أنشطة مختلفة، مثل معارض للمنتجات الخيرية وفعاليات تحث على التبرع، مما يساهم في جمع الأموال التي تُخصص لبناء وصيانة المساجد.
هذا و لا تقتصر أهمية المساجد على كونها أماكن للعبادة فحسب، بل تعدّ أيضًا مراكز ثقافية واجتماعية تسهم في بناء المجتمع. من خلال برامج تعليمية وورش عمل، حيث تلعب المساجد دوراً مهماً في تعليم الشباب وتعزيز القيم الدينية والاجتماعية. ويعد هذا العنصر من أبرز الأسباب التي تجعل المشاريع المسجدية تحظى بدعم واسع من مختلف شرائح المجتمع، التي تتطلع إلى أن تصبح هذه المساجد منارات ثقافية وروحية.