مزاد... كاب ديزاد

العيد … بأي حال عدت يا عيد؟!

حل عيد الفطر على غير العادة، فالعالم هذه المرة كله مشدودا إلى ما أصبح يعرف ب”الشرق الأوسط”، وبالضبط ما تعيشه فلسطين من “إبادة جماعية” على يد الصهاينة بصمت وتواطؤ الدول “المنافقة”، وهي تندد بتصرفات الكيان وتساند فلسطين إعلاميا وتدعم الكيان لوجيستيا وعسكريا لينفذ جرائمه ضد الفلسطينيين. 

فلسطين تعيش أتعس وأحزن عيد فطر، وهي تمدد قائمة شهدائها دون حساب وهم يرتقون في سلم الشهادة، وتكفكف دموع أطفالها المتضورين جوعا، وتحضن نساءها الثكالى وهن يتوجعن ألما ولا تجدن من يساعدهن على وضع حملهن ولا من يطببهن، بينما تسند رجالها لتقويتهم وشد أزرهم لمواجهة آلة التقتيل والتدمير التي تبعثر أجساد شعبها إلى أشلاء، وتهدم بيوتها وتدمر مستشفياتها ومدارسها، على مرأى من العالم وأقوى الهيئات الحقوقية، فلم تفرق بين رمضان شهر الصيام والأيام العادية، في الوقت الذي تستميت دولا لنصرة فلسطين، ودعم الفلسطينيين للنأي بأرواحهم وأجسادهم من آلة الدمار والتقتيل الجماعي، متحدية أكبر وأقوى الدول، رغم أنها ليست عضوا دائما بمجلس الأمن، إنها بلد الرجال وصنع الشهامة وموطن الرجولة ومنبع الحرائر والأحرار، ومصنع البواسل والثوار، التي دعمت وصممت أن تفعل المستحيل لكسب موافقة الدول أعضاء مجلس الأمن على وقف إطلاق النار، ووفقت في مرادها، بعدما كانت دولة جنوب افريقيا قد رفعت دعوى قضائية ضد الكيان بتهمة الإبادة الجماعية، وتواصل اليوم نضالها لافتكاك العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
فلسطين عقيدة الجزائري، فهو يحيي عيد الفطر وقبل معايدة غيره، يذكرك بأن هناك في فلسطين شعب يتضور جوعا وشهداء ينتظرون الدفن ومصابين ومرضى ينتظرون العلاج، ومشردين ومهجربن قسرا ينتظرون العودة إلى ديارهم، وأن المساعدات مكدسة أمام معبر رفح تنتظر السماح لها بالعبور إلى قطاع غزة المنهك.
فلسطين تعيش فينا ونساندها شعبها ودولة، لا حاجز ولا رادع لنا ونحن نسير بخطى ثابتة لنصرتها بكل الطرق والسبل والوسائل المتاحة… لا طعم لأفراحنا وأعيادنا و فلسطين ترزح تحت نير أسلحة الكيان والغرب المنافق، وصمت وتواطؤ المطبعين القذرين.
دامت فلسطين ودام صوت الأحرار …

وردة. ق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق