مزاد... كاب ديزاد

الشباب وثقافة البؤس 

تتجول بعينيك لتقنص أخبارا مريحة، تعطيك أملا لغدا أفضل، ورغبة لتنفيذ أفكار غطتها خيوط العنكبوت بعقلك، فتتضارب المعلومات، وتتزاحم الخيبات لتزيحها التصريحات.

فبينما تتتضارب المعلومات وتغيب المصداقية عنك في الصفحات الإلكترونية، التي لا تعرف من يديرها ومن أين تستقي أخبارها، تنشر كل ما يضعف الفرد، ويزرع اليأس، ويحول النهار إلى ليل، والضوء إلى ظلام، لتنعكس على متابعها سلبا، فيتحول إلى يائس، أكره للحياة، غاضب من محيطه، ناقم على وطنه، متشبع بثقافة النكران، نكران كل ما هو إيجابي، لا يرى ما يتم إنجازه، فتغير المسار وتتجه إلى الميدان، أرض الواقع، التي لا حاجز بينك وبين ذلك المتفائل الحالم، تقرب منه، تجده حاملا لآمال، وأفكار استشرافية، بأنه رجل أعمال الغد وهو مازال يواصل دراسته بالجامعة، يحاول الانطلاقة بكل شجاعة، وهذا ما أثبته صالون الطالب الذي تجري فعاليته بوهران، فقد ضم طلبة طامحين، يحملون مشاريع استثمارية مهمة، وعند سؤالهم عن كيفية نشاط “وكالة المقاولاتية” و”المقاول الذاتي” يردون بكل بساطة وثقة ويشرحون مهمتهما بالتفاصيل المملة، وعندما تقدم لهم آراء الشباب الذي لا يصدق بهذه الآليات التي وضعتها الدولة في خدمته، يردون بكل بساطة أيضا: “هؤلاء تشبعوا بثقافة اليأس والبؤس، صعب إقناعهم بأن كل الفرص متاحة لهم لكنهم لا يعرفون كيفية استغلالها”، هي إجابة حقيقية لكنها صادمة ومؤلمة في آن واحد.
إذا كانت الدولة قد وضعت كل الآليات والإمكانيات في خدمة الشباب، ليس المتعلم والحاصل على شهادات علمية عليا فقط، بل حتى محدود التعليم منحته فرصة التكوين والتربص بتنفيذ مشروعه وتسييره، فعلى المختصين الاجتماعيين والنفسانيين، والمجتمع المدني التحرك وإعادة الشباب إلى وعيه، وتغيير أفكاره السلبية إلى إيجابية، ليتحول من شباب خامل إلى شباب عامل، وشباب يائس إلى شباب مندفع، راغب في الحياة، يصنع مستقبله ويبني بلده ويحافظ على سلالته الجزائرية الحرة الأصيلة.
وردة. ق
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق