وهران
ضغط غير مسبوق على مصلحة الاستعجالات بمستشفى إيسطو بوهران: استقبال أكثر من 600 مريض يوميا طيلة الصائفة

جميلة.م
كشف صباح اليوم مسؤول الاستعجالات الطبية المتنقلة بمصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية بالمؤسسة الاستشفائية 1 نوفمبر بإيسطو – وهران- الدكتور علي يحياوي ، في تصريح خص به “كاب دبزاد”، أن المصلحة عرفت ضغطا شديدا طيلة فصل الصيف ، حيث تم استقبال ما يقارب 600 مريض من مختلف الفئات العمرية والتخصصات في كل يوم.
و أشار ذات المسوول، أن هذا الرقم يعكس واقعا يثبت أن المصلحة تعمل دون انقطاع، وسط تدفق غير مسبوق للمرضى القادمين من داخل وخارج الولاية.
حيث يرتفع الضغط بشكل لافت خلال موسم الاصطياف، بسبب التوافد الكبير للزوار والمصطافين على ولاية وهران، سواء من داخل الوطن أو من الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج. هذا الوضع يزيد من عدد الحالات التي تستدعي تدخلا طبيا عاجلا، خاصة تلك المتعلقة بالحوادث المنزلية، الإصابات الرياضية، التسممات الغذائية، وغيرها من الحالات التي تعرف ذروتها خلال الصيف.
من 8 الى 10 إصابات في حوادث المرور يوميا
من أبرز الظواهر المقلقة المسجلة خلال فصل الصيف، الارتفاع الملحوظ في عدد حوادث المرور، والتي تنتج عنها إصابات متفاوتة الخطورة. حيث تستقبل المصلحة ما بين 8 إلى 10 جرحى يوميا، بعضهم في حالات حرجة تتطلب تدخلا جراحيا سريعا، وغالبا ما يكون الضحايا من فئة الشباب، خاصة من مستعملي الدراجات النارية والمركبات الصغيرة.
و إلى جانب الحوادث، تسجل المصلحة حالات عديدة تتعلق بالأمراض المزمنة، والتي تتفاقم بفعل التغيرات المناخية والضغط النفسي خلال العطل. من بين هذه الحالات ذكر محدثنا الجلطات الدماغية، نوبات الربو الحادة، اضطرابات الضغط الدموي، واختلالات في نسب السكر لدى مرضى السكري. هذه الحالات تتطلب تجهيزات خاصة وكوادر طبية ذات خبرة، مما يضيف عبئا إضافيا على طواقم العمل.
تعاني المصلحة أيضا من ضغط المرضى القادمين من ولايات مجاورة مثل مستغانم، شلف، غليزان، تيارت، وسيدي بلعباس، حيث يتم تسجيل ما يقارب 40 حالة يوميا من خارج ولاية وهران. ويتعلق الأمر غالبا بحالات استعجالية معقدة لا تستطيع مستشفيات تلك الولايات التكفل بها، ما يجعل مستشفى 1 نوفمبر الوجهة الأساسية لهم نظرا لتوفر جل التخصصات والخبرات الطبية.
و ذكر نفس المصدر، أن أغلب الحالات التي تستقبلها المصلحة من ولايات الجوار أو من داخل الولاية نفسها، هي حالات خطيرة تستدعي تدخلا فوريا، خصوصا تلك المتعلقة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية.
هذا النوع من المرضى يحتاج إلى تدخل طبي سريع، وأحيانا نقله مباشرة إلى قاعات الإنعاش أو العمليات، ما يتطلب تنسيقا محكما بين مختلف وحدات الاستعجالات.
رغم الضغط المهول، تبذل الطواقم الطبية والشبه طبية مجهودات كبيرة من أجل ضمان التكفل بكل الحالات دون استثناء. اذ يعمل الأطباء، الممرضون، االطاقم الشبه للطبي، في ظروف صعبة تمتد لساعات طويلة. كما تم تعزيز بعض الفرق في الفترة الصيفية لتدارك النقص البشري، لكن االضغط يبقى كبير، خاصة في ظل ارتفاع عدد الحالات الحرجة.
أمام هذا الواقع، تعمل المصلحة وفق مخطط تنظيمي خاص بهذه الفترة ، يشمل رفع عدد المناوبات الطبية، والتنسيق مع مختلف المصالح ، خصوصا في ظل طبيعة الإصابات المسجلة، كما يؤكد الأطباء أن نجاح أي مصلحة استشفائية في التكفل الجيد بالمرضى يبدأ من دعم الاستعجالات، لأنها الواجهة الأولى لأي مؤسسة صحية.