وهران

رئيسة أكاديمية وهران البروفيسور سعاد بسناسي: وهران تواصل مكافحة الأمية ضمن استراتيجية وطنية شاملة

جميلة.م

أكدت البروفيسور سعاد بسناسي، أستاذة بجامعة وهران ورئيسة أكاديمية وهران، في حديثها ل “كاب ديزاد” صباح اليوم بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية، أن ولاية وهران تواصل جهودها في مجال محو الأمية ضمن استراتيجية وطنية شاملة أطلقتها الدولة الجزائرية منذ عام 2008. وأوضحت أن هذه الجهود تعكس التزام الجزائر بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة ما يتعلق منها بالحق في التعليم ومحو الأمية بحلول عام 2030.
وأضافت البروفيسور بسناسي، أن ولاية وهران، باعتبارها من أكبر الولايات الجزائرية من حيث عدد السكان، تستفيد من دعم حكومي مكثف في هذا المجال، مشيرة إلى أن النتائج المسجلة على أرض الواقع تعكس فاعلية البرامج الوطنية وتكاملها مع مبادرات المجتمع المدني.
وتابعت حديثها مؤكدة أن محو الأمية لا يقتصر على تعليم القراءة والكتابة فحسب، بل يمتد ليشمل تمكين الأفراد من مهارات الحياة الأساسية والتكوين المهني، وهو ما يعد استثمارا في الرأسمال البشري الوطني.
 
أرقام تكشف عن تقدم ملموس
 و حسب ذات المتحدث، تشير اخر المعطيات الرسمية إلى أن إجمالي عدد المسجلين في برامج محو الأمية منذ انطلاق الاستراتيجية الوطنية تجاوز 5.4 مليون شخص، مما يعد إنجازا كبيرا في سياق بلد واسع المساحة ومتنوع التركيبة الديموغرافية والثقافية.
وتهدف هذه الاستراتيجية إلى بناء “جزائر بلا أمية” بحلول عام 2030، وهو هدف يتماشى مع التزامات الجزائر الدولية ضمن أجندة التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وتشمل هذه الاستراتيجية تعليم الكبار المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب، مع التركيز على النساء والفئات العمرية النشطة، خصوصا بين 17 و45 سنة.
 
و في هذا السياق، تبرز آخر البيانات الرسمية إلى أن نسبة الأمية في الجزائر شهدت تراجعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة. ففي أبريل 2023، أعلن وزير التربية الوطنية أن نسبة الأمية على المستوى الوطني بلغت نحو 7.4%، مقارنة بنسبة 8.71% التي كانت مسجلة في السنوات السابقة. هذا الانخفاض التدريجي يعكس نجاح الدولة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية، التي انطلقت منذ أكثر من 15 سنة.
أما في ولاية وهران، فلا توجد نسبة دقيقة محدثة تعكس واقع الأمية بشكل مستقل، إلا أن التقديرات تشير إلى أن المعدل المحلي يقل عن المتوسط الوطني، نظرا للطبيعة الحضرية للولاية، وتوفر البنية التحتية التعليمية، وانتشار البرامج التحسيسية. ومع تعداد سكاني يناهز 1.5 مليون نسمة في عام 2024، تعد وهران واحدة من أكثر الولايات استفادة من برامج محو الأمية الوطنية.
 
برامج ومبادرات مبتكرة لتعزيز التعليم
 
و أشارت الاستاذة بسناسي في حديثها ل”كاب ديزاد”، الى ان الدولة الجزائرية، لم تقتصر في محاربتها للأمية على الأساليب التقليدية، بل تبنت توجها حداثيا من خلال إدخال التكنولوجيا والرقمنة في صلب العملية التعليمية. 
 
فقد تم تطوير كبسولات تعليمية رقمية تبث عبر منصات إلكترونية متعددة، لتيسير التعلم عن بعد للأشخاص الذين لا يستطيعون الالتحاق بمراكز التعليم الحضوري.
ولعل من أبرز الخطوات في هذا السياق، توفير تطبيقات تعليمية بنسختين، إحداها تعمل بدون اتصال بالإنترنت، ما يتيح استخدامها في المناطق الريفية والمعزولة، وأخرى تتطلب الاتصال بالشبكة وتقدم محتوى تفاعلي حديث . كل هذه الموارد متاحة عبر الموقع الرسمي للديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار، في خطوة تعكس سعي الدولة إلى تقليص الفجوة الرقمية في التعليم.
كما تم خلال السنة الدراسية 2024–2025 إدماج أكثر من 2,700 دارس في برامج التعليم عن بعد، و443 دارسا آخرين في مسارات التكوين المهني، ما يدل على أن محو الأمية أصبح بوابة لإعادة إدماج الأفراد في المجتمع الاقتصادي، وليس مجرد هدف تربوي بحت.
ولم تغفل الدولة البعد الثقافي واللغوي في سياساتها التعليمية، حيث تم افتتاح أقسام لتعليم الكبار باللغة الأمازيغية في 9 ولايات، ضمن جهود تعزيز التنوع الثقافي واللغوي في منظومة التعليم الوطني.
 
المجتمع المدني شريك فعال في محاربة الأمية
أبرزت البروفيسور بسناسي أهمية الدور الذي يلعبه المجتمع المدني في دعم جهود الدولة لمحاربة الأمية. واعتبرت أن إشراك الجمعيات والمنظمات المحلية يعزز من فعالية البرامج، خاصة في المناطق النائية والقرى التي قد تفتقر إلى موارد بشرية أو لوجستية كافية.
وفي هذا السياق، فتحت الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية باب تقديم مشاريع محو الأمية للموسم الدراسي 2025–2026، وشجعت الجمعيات على تقديم مبادرات مبتكرة عبر المنصة الرقمية SIMPA. كما منحت الأولوية للمشاريع الموجهة إلى النساء والفئات الهشة أو الجماعات ذات الاحتياجات الخاصة.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق