وهران

مختصون بوهران يحذرون من “الهلوسة الاصطناعية” ويدعون إلى بنية رقمية لمواكبة الذكاء الاصطناعي 

جميلة. م

دعا مشاركون في الملتقى الوطني الموسوم بـ “التعليم العالي في عصر الذكاء الاصطناعي: آفاق وتحديات”، المنظم بالمدرسة العليا لتكوين الأساتذة “أحمد عمور” بوهران، إلى ضرورة توفير بنية رقمية تحتية قوية تواكب التحول الرقمي في قطاع التعليم، معتبرين أن الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفا تقنيا ، بل ضرورة ملحة لضمان جودة التعليم ومواكبته للتطورات العالمية.
وقد أجمع المتدخلون على أن إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم من شأنه أن يحدث نقلة نوعية، سواء من حيث طرق التدريس أو تطوير المناهج أو تحسين أداء الطلبة والأساتذة على حد سواء.
و من أبرز المحاور التي تطرق إليها المؤتمر، موضوع الأخلاقيات في استخدام الذكاء الاصطناعي. وفي هذا السياق، اكدت الدكتورة لولاسي آيت يعلى الهوارية، أستاذة محاضرة بقسم اللغة العربية، في مداخلة تناولت “أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي”. شددت الدكتورة على أهمية تقنين استخدام هذه التقنيات، وضبطها بأطر أخلاقية تحمي حقوق الإنسان وتحافظ على كرامة الطالب والباحث، مؤكدة أن الإفراط في استخدام الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تراجع مهارات التفكير النقدي والإبداعي، وتدهور جودة البحث العلمي.
وحذرت من مخاطر ما يعرف بـ “الهلوسة الاصطناعية”، وهي تصرفات غير متوقعة تصدر عن أنظمة الذكاء الاصطناعي عند تغذيتها بمعلومات مغلوطة أو غير دقيقة، مما قد يضر بمصداقية البحوث والنتائج العلمية.
ودعت إلى ضرورة وضع ميثاق وطني لمتابعة وتقييم أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في المؤسسات الجامعية، مع ضمان الشفافية والتوثيق الكامل للبيانات، والمراقبة المستمرة للأنظمة المعقدة.
و منجهتها الأستاذة نسيمة المنصوري، أستاذة بقسم اللغة العربية في المدرسة العليا لتكوين الأساتذة بوهران، في محاضرة بعنوان “مستقبل التعليم في ظل تطور الذكاء الاصطناعي”، أكدت فيها أن الذكاء الاصطناعي أصبح يشمل جميع المجالات، ومن بينها قطاع التعليم، حيث يساهم في تحسين مستوى المتعلم وزيادة كفاءة المعلم، مشيرة إلى أن استخدام هذه التقنيات لم يعد خيارا بل بات ضرورة تفرضها المرحلة.
كما أوضحت أن الذكاء الاصطناعي يعني دمج الرقمنة واستخدام الحواسيب والتطبيقات الذكية في العملية التعليمية، مما يؤدي إلى تحديث أساليب التدريس وتجاوز النماذج التقليدية.
وأضافت أن من أبرز مظاهر هذا التحول، ظهور ما يعرف بـ “المعلم الروبوت”، الذي أصبح وسيلة داعمة لكل من الأستاذ والطالب، مما يسهل عملية التعليم ويجعلها أكثر تفاعلية وفعالية.
و شددت على أهمية تأطير الأساتذة والطلبة في كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي وفعال، مع التأكيد على ضرورة توفير المعطيات والبيانات التي تتماشى مع الخصوصية الثقافية والتربوية الجزائرية.
كما دعا المشاركون إلى عدم الاعتماد الكلي على هذه التقنيات دون الرجوع إلى الأطر النظرية والمراجع العلمية، وذلك للحفاظ على جودة التعليم ومصداقيته.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق