وهران

المرأة على الهامش في ورقة حزب جبهة التحرير الوطني بوهران

ح. نصيرة

مرت انتخابات مكتب محافظة حزب جبهة التحرير الوطني بولاية وهران في أجواء هادئة، لكنها لم تحقق الحد الأدنى من الأهداف التي من شأنها إعادة الاعتبار لمكانة المرأة السياسية داخل صفوف الحزب العتيد. وقد تجلّى ذلك بوضوح من خلال المشاركة المحتشمة للعنصر النسوي، حيث ترشحت سبع مناضلات فقط، من بينهن إطار واحد، من أصل 44 مترشحًا، ولم تفز سوى واحدة بعضوية مكتب المحافظة.

وأعطت انتخابات أعضاء مكتب المحافظة، مسبقًا، صورة سلبية عن واقع التأطير النسوي داخل الحزب بوهران، الذي عرف تراجعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة. ويُرجّح أن يكون هذا التقهقر نتيجة صراعات داخلية انعكست سلبًا على بروز الطاقات النسوية، بل كشفت هذه الانتخابات عن غياب حقيقي لتأطير الوجوه النسوية وضخ دماء جديدة قادرة على إضفاء نفس نضالي يعزز حضور المرأة ويجعلها عنصرًا فاعلًا في المشهد السياسي، رغم وجود لجنة للمرأة وخطابات رسمية تظل حبيسة الورق.

ويعيش حزب جبهة التحرير الوطني بوهران، وفق متابعين، حالة انتكاسة واضحة، دون مؤشرات فعلية على التغيير أو فتح المجال أمام المرأة وتشجيعها على الانخراط السياسي الجاد. إذ غالبًا ما يُكتفى بتوظيف بعض الوجوه النسوية في ذيل القوائم خلال المواعيد الانتخابية، وهو ما يُحسب سلبًا على الحزب، خاصة في ظل تراجع حظوظه مقارنة بأحزاب أخرى، على غرار التجمع الوطني الديمقراطي، الذي اختار خوض رهان الشباب والمرأة وفتح قنوات تواصل أوسع لتعبئتهما.

ويُعد هذا التراجع بمثابة بداية خسارة أوراق مهمة، في وقت غلبت فيه لغة الإقصاء الهادئ داخل الحزب نفسه، سواء تجاه المنخرطات أو عبر غلق الأبواب أمام أي بروز نسوي حقيقي، بما في ذلك على مستوى التعبئة النسوية.

وهو واقع يُعد من مخلفات سنوات طويلة من التعامل مع المرأة في العمل السياسي كعنصر ديكور، أو توظيفها وفق منطق الولاءات، دون أي اعتبار جدي للكفاءات النسوية وقدرتها على الإسهام الفعلي في النضال السياسي وصناعة القرار

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق