وطني
قاطنو قصبة سيدي الهواري يقطعون الطريق احتجاجا على انهيار مبنى
خلّف ضحية ورئيس الدائرة يعد بحلول
ح/نصيرة
انتفض مساء أمس، قاطنو القصبة بالحي العتيق سيدي الهواري، وقطعوا طول الطريق المؤدي إلى جبل سونتاكروز، بالقرب من حي بودانس، إثر انهيار مبنى قديم تسبب في إصابة شخص بجروح.
وأغلق منكوبي القصبة المنسيون من برامج ترحيل السلطات المحلية لوهران، الطريق بالمتاريس والحجارة وبقايا الأغصان، مُحتجين على سياسة الكيل بمكيالين في ترحيل العائلات وإقصائهم رغم الوضعية المزرية التي يعيشونها تحت أنقاض مباني الموت، والتي تعود إلى عهد الإستعمار.
هي مباني تآكلها القدم وانهارت أجزائها مُخلّفة مخاطر كبيرة على المنكوبين، حيث فضل العشرات منهم المبيت ليلة أمس في العراء خوفا من انهيارات متتالية، بسبب الرياح الشديدة بالولاية والتي بلغت شدتها 80 كلم في الساعة.
ولم تُشْف زيارة رئيس دائرة وهران مراد رحموني، ساكنة حي سيدي الهواري مساء البارحة، على اعتبار أن البعض رفضوا إطلاق مجرد وعود بترحيلهم، مطالبين الوالي جاري بتخصيص زيارة للحي العتيق، والنظر في مأساتهم السكنية، ذلك أن الحي الذي شهد ترحيل أزيد من 1150 منذ 2016، في عهدة الوالي السابق عبد الغني زعلان، لم تتبعه أي عملية أخرى لانتشال بقية المنكوبين كما تم إطلاقه من وعود، ما جعل قاطنو السكن القديم يقاومون قساوة الظروف، علما أنهم من طالبي السكن الاجتماعي بالتنقيط كذلك ولهم أولوية الترحيل بما أن العديد منهم من طالبي سكنات تعود إلى السبعينات والثمانينات.
وأعرب منكوبو سيدي الهواري، من أن يلقوا نفس مصير العائلات القاطنة بقصبة سيدي الهواري، وهي أقدم شارع معروف بقِدَم بناياته، حيث لا تعدوا المنطقة أن تكون مجمع سكني كونها إرث تاريخي بامتياز، أخذ يندثر بفعل إهمال السلطات الولائية في استرجاعه رغم الحديث عن تصنيف الحي العتيق سيدي الهواري.
بحيث أصبح صعبا على السلطات إنقاذ ما تبقى من هذا الإرث الهام الذي تزخر به عاصمة الغرب الجزائري، بل وامتدت أيادي الغصب إلى أن تعتدي على أجزاء مباني تم ترحيل سكانها كانت قابلة للإسترجاع غير أنها تعرضت للتخريب من مافيا الحديد، هذه الأخيرة أصبحت بمعدات المطارق، تقدم على تخريب ما تبقى من البنايات القديمة وهو الأمر المتسبب في انهيار بقية الأجزاء بدل استرجاعها وجعلها قبلة للسياح حتى يتعرفوا على تاريخ وهران من خلال قبلة سيدي الهواري.
وأعربت عائلات القصبة، عن استيائها من تركهم رهائن الموت تحت أسقف هشة تهددها الأمطار وهبوب الرياح بالتلاشي والسقوط، أين طالبوا بإعادة إسكانهم في أقرب وقت.