مزاد... كاب ديزاد
البوز…. وفضائح اليوتيبورز

بعدما كانت المرأة الجزائرية ألطف سفيرة للأنوثة الراقية، عبر مناصبها الرفيعة في مختلف المؤسسات الدولية، بين شاشات التلفزيون الفضائية ومخابر الصناعة والأبحاث والدراسات الجامعية العليا، وغيرها، فكانت تلك النساء مفخرة لكل جزائري، ففرضت احترامها على الجميع، في كل بقعة من هذا العالم تواجدت فيه.
تطورت التكنولوجيا، فظهرت وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح بإمكان أي شخص أن يظهر، يكتب، يصور، يسجل فيديو أو يخرج في بث مباشر ويقول كل ما يخطر على باله، دون أن يراقب ما يقول أو ردة فعل من يتابع. ومع تحول الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي وما تقدمه من محتوى، أصبح الاختيار صعبا، لاسيما بعدما أصبح استعمال تطبيقاتها يدر على مستغليها أموالا ومزايا لا تخطر على بال.
وأمام تدني الوعي المجتمعي وتراجع مثقفي الأمة عن أداء دورهم، وجدت بعض النساء الفرصة لتحقيق مداخيل على حساب آداب وأخلاق المجتمع، بتمردهن على أسرهن وفي مقدمتهن أزواجهن، وأعراف المجتمع، فتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى فضاءات تصيب المتابع بالغثيان، وتثير الاستفزاز، بتلك الشخصيات التي تتعمد نشر القذارة الفكرية، وتركز على الخروج عن الآداب والأخلاق، عبر البث المباشر الذي أصبح مصدر جلب لآلاف المتابعين لجزائريات مقيمات بالمهجر، محدودات التعليم، فاقدات للأخلاق والحشمة، لا همّ لهن سوى جمع الأيقونات والنجوم التي تحولها خوارزميات التطبيقات المستعملة إلى قيمة مالية، تصرف لهم نقدا فيما بعد، فأصبح السب والشتم شعارهن وتحول شعار “حرية التعبير” إلى “عهر التعبير”، الذي شوه المرأة الجزائرية الفاضلة، وزادها سوء صمت أزواج بعضهن على ما ينتج عن ظهورهن.
ورغم أن معظم التعليقات عليهن يكون هجوما لاذعا، ودفاعا قويا عن المرأة الجزائرية ورقيها، وانعدام العلاقة بينها وبين تلك “الكمشة البذيئة فكريا وأخلاقيا”، إلا أن تجاوز بعض وسائل الإعلام المحلية لخطوط احترام المجتمع الجزائري باستضافتها لذلك النوع من النساء، بحجة أنهن مؤثرات (انفليونسوز) ولهن متابعين، وحضورهن يرفع نسب المشاهدة للبرامج التي تظهر فيها، له دور مهم في زيادة خروج هذا النوع الذي لا يختلف عن الحشرات الضارة التي تقضي على المزروعات إذا لم يتم القضاء عليها بالمضادات اللازمة.
ويبقى “البوز” هو مقياس الكلام البذيء من طرف الأنفليونسوز.
بقلم: وردة. ق