وهران
مدير مركز التعليم المكثف للغات بجامعة وهران 1 يكشف : مفاوضات متقدمة مع 5 شركاء جدد من القطاعات الاقتصادية والإدارية لتعلم اللغات

جميلة.م
سيشهد مركز التعليم المكثف للغات بجامعة وهران 1 جملة من المستجدات الطموحة التي ستحدث نقلة نوعية في منظومة تعليم اللغات بالمركز ، و ذلك في إطار الاستعدادات للموسم الجامعي المقبل.
وفي حديث صحفي خص به “كاب ديزاد”، صرح مدير المركز أن الموسم المقبل سيشهد تحسينات واسعة تشمل تحديث المحتوى البيداغوجي، رفع الحجم الساعي، توسيع الشراكات، وتكثيف الترويج الرقمي للمركز، بما يعزز مكانته على المستويين المحلي والدولي.
و أشار مدير المركز ، إلى التزام إدارة المركز وطاقمه بتوفير بيئة تعليمية متميزة، تُمكن الطلبة من تحقيق أهدافهم اللغوية بكل كفاءة وثقة، وتساهم في خدمة الجامعة والمجتمع على حد سواء.
وفي خطوة مهمة لتوسيع نطاق عمله، دخل مركز التعليم المكثف للغات في مفاوضات متقدمة مع 5 شركاء جدد من القطاعات الاقتصادية والإدارية على مستوى ولاية وهران. و حسب نفس المصدر، قد أبدت هذه الجهات رغبتها في إرسال موظفيها إلى المركز لتعلم اللغات الأجنبية، في إشارة إلى الثقة الكبيرة التي يحظى بها المركز.
وصرّح المدير أن اختيار المركز من بين ثلاثة مراكز موجودة بالولاية يعكس السمعة الطيبة التي يتمتع بها، ليس فقط من حيث جودة التكوين، بل أيضا من حيث الجدية والانضباط والتنظيم. وينتظر أن تسفر هذه الشراكات عن برامج تكوينية خاصة لفائدة الموظفين والإطارات، وفقا لاحتياجات كل مؤسسة.
كما عبر عن اعتزازه بفريق العمل الذي يقف وراء هذا النجاح، والذي يتكون من إداريين وتقنيين وأساتذة يعملون بتفان لإنجاح المنظومة التكوينية التي يعتمدها المركز.
كما عمل المركز أيضا على توسيع شراكاته مع عدد من الفاعلين المحليين، حيث أبرم ما يقارب 7 اتفاقيات تعاون مع شركاء اقتصاديين وإدارات عمومية ومحلية على مستوى ولاية وهران. تهدف هذه الاتفاقيات إلى تكوين موظفي هذه الهيئات في اللغة الإنجليزية أساسا، إلى جانب لغات أجنبية أخرى حسب الطلب.
وأوضح مدير المركز أن كل اتفاقية تشمل لغة محددة يتم اختيارها بالتنسيق مع الشريك المعني، مؤكدا أن هذا التوجه يعكس أهمية اللغات الأجنبية في محيط العمل والإدارة، ويترجم دور المركز كمؤسسة جامعية منفتحة على محيطها السوسيو-اقتصادي.
انفتاح دولي واتفاقيات لتعليم العربية لغير الناطقين بها
من بين الأهداف الاستراتيجية للمركز في الموسم المقبل، تعزيز حضوره على المستوى الدولي، خاصة في مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. وأشار المدير إلى أن هناك طلبات متزايدة من مقيمين أجانب بوهران، ممن يرغبون في تعلم اللغة العربية لأغراض مهنية أو اجتماعية.
كما كشف أن الجامعة بصدد توقيع اتفاقيتين مع جامعتين أوروبيتين في إيطاليا خلال العام القادم، لإطلاق برامج تعليم اللغة العربية. هذا التوجه ينسجم مع سياسة الانفتاح التي تتبعها الجامعة، ويؤكد قدرة المركز على التكيف مع متطلبات السوق الدولية لتعليم اللغات.
وأوضح المدير أن هذه المبادرات تفتح آفاقا جديدة للمركز، وتجعله منصة تعليمية ذات بعد دولي، قادرة على استقبال طلبة من مختلف الجنسيات، ومنحهم تكوينا معترفا به ومصادقا عليه من قبل وزارة التعليم العالي.
و اشار في ذات السياق، أن المركز استقطب ما يربو عن 100 طالب اجنبي ، و الاف الشباب من وهران و خارج وهران.
و من الخطوات التي اتخذها المركز هي تجديد كافة الكتب والمراجع المعتمدة في تدريس اللغات. وقد أكد المدير أن هذا التحديث شمل جميع اللغات المبرمجة، بهدف تقديم محتوى عصري يواكب المستجدات العالمية في تعليم اللغات. و اوضح ان الخطوة جاءت بعد تقييم شامل للمناهج السابقة، حيث تبين أن بعض الكتب لم تعد تفي باحتياجات المتعلمين ولا تتناسب مع المعايير التربوية الحديثة.
وأوضح المدير أن الفريق التربوي بالمركز سهر على اختيار كتب تعليمية ذات جودة عالية، تراعي اختلاف التخصصات و الغرقات الفردية لاسيما في اللغة الانجليزية ، وتقدم محتوى متدرجا يضمن تنمية المهارات اللغوية لدى المتدربين. ويأتي هذا التحديث كجزء من خطة شاملة لتحسين تجربة التعليم داخل المركز، وتحقيق أعلى نسب النجاح في إتقان اللغات الأجنبية.
رفع الحجم الساعي إلى 120 ساعة لضمان مستوى أفضل
ومن أبرز التحسينات التي سيتم اعتمادها في الموسم الجامعي المقبل، رفع الحجم الساعي لكل مستوى تدريبي من 80 ساعة إلى 120 ساعة. هذه الزيادة تمثل تحولا استراتيجيا في طريقة العمل، حيث تهدف إلى تمكين الطلبة من تلقي تكوين أعمق وأكثر شمولية في اللغة المستهدفة.
أوضح المدير أن القرار جاء استجابة لحاجة ملحة لتقوية رصيد الطلبة اللغوي، لا سيما في ظل الطلب المتزايد على إتقان اللغات الأجنبية لأغراض أكاديمية ومهنية. وأضاف أن هذه الزيادة ستوفر للطلبة فرصاً أكبر للممارسة والانخراط في الأنشطة اللغوية، مما سينعكس إيجابا على مستوى تحكمهم في اللغة.
وفي السياق نفسه، أكد أن رفع الحجم الساعي ينسجم مع التوجه العالمي في تدريس اللغات، حيث لم يعد كافيا الاكتفاء بساعات محدودة، بل أصبح من الضروري ضمان استمرارية التعلم وديمومته حتى يصل الطالب إلى الكفاءة المطلوبة.
التواصل الرقمي ودور مواقع التواصل الاجتماعي في استقطاب الطلبة
في ظل التحول الرقمي الذي يشهده العالم، أولى مركز التعليم المكثف للغات أهمية كبرى للتواصل الرقمي والترويج عبر الإنترنت. وأفاد المدير أن الموسم الماضي شهد تحسينات ملحوظة في الظهور الرقمي للمركز، سواء من خلال تحديث موقعه الرسمي أو تنشيط حساباته على منصات التواصل الاجتماعي.
وأكد أن هذا الحضور الرقمي كان له أثر مباشر في زيادة الإقبال على المركز، حيث تمكن العديد من الطلبة المحليين والدوليين من التعرف على العروض التكوينية والخدمات التعليمية التي يقدمها المركز. كما أن الطلبة الذين سبق لهم الدراسة في المركز أصبحوا يروجون له بفضل تجربتهم الإيجابية، ما يعزز الثقة ويشجع آخرين على الالتحاق.
وأشار المدير إلى أن الشهادات الممنوحة من قبل المركز معترف بها من طرف وزارة التعليم العالي، وتقدم باللغة العربية والإنجليزية، ما يسهل على الطلبة الدوليين استخدامها في دولهم دون الحاجة إلى ترجمة إضافية.