من يتحمل المسؤولية…؟ 

يشتكي المواطن من سوء المعاملة في الإدارة، فيغضب عندما يرده عون شباك الحالة المدنية، بحجة انعدام الأوراق اللازمة لاستخراج وثائقه، ويشتكي من سوء الاستقبال بمصلحة الاستعجالات الطبية، بحجة عدم توفر جهاز الكشف أو التحاليل اللازمة أو غياب الطبيب المختص، ويشتكي من سوء المعاملة عندما لا يجد سريرا يحمله عندما يتم وضعه تحت العلاج المباشر، يصرخ المواطن لعدم وجود المواد الاستهلاكية بالمحلات، يشتكي من غلاء الأسعار.

تفوح رائحة النفايات في كل الأحياء والشوارع، تكسر الكراسي في الملاعب، تنزع الورود من الفضاءات العمومية، تسرق حاويات النفايات من وسط الأحياء، تنزع إشارات المرور من الطرقات، تترك النفايات منتشرة على الشواطئ.

يشتكي المواطن من نقص الخدمات وتدهور العلاقة معه من طرف الإدارة ومختلف المصالح ويشتكي المسؤول من تهاون المواطن، وعدم قيامه بواجبه بينما يطالب بحقوقه.

إذا كان المواطن لا يشارك في تحمل واجباته، ويطلب بحقوقه ويفشل المسؤول في توفير خدمة راقية للمواطن، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو:

من يتحمل مسؤولية كل ما سبق وأكثر ؟