مزاد... كاب ديزاد
زيارة المريض… يرحم من زار وخفف!

يمرض الشخص، فينتشر الخبر، وتنطلق قوافل المعيدين، ليطمئنوا على صحته ويمدونه بجرعات القوة والأمل والشجاعة للمقاومة.
رغم أن الطبيب يلح على أهل المريض بمنحه فترة نقاهة، يكون بعيدا عن الضوضاء، كثرة الأحاديث، ليواصل علاجه في هدوء وراحة تامة. إلا أن معظمنا يكسر أول برتوكول في قواعد زيارة المريض، بملاقاته والخوض معه في أدق تفاصيل مرضه، وهو ما يسبب آثارا نفسية سيئة على المريض، وتجعله لا يخرج من دائرة التفكير حول مصيره، خاصة إذا كان قد خضع لعملية جراحية حساسة. وتلك الضحكات المتعالية والأحاديث المتشعبة، والتذكير أمامه بوفاة أو إعاقة فلان بعد تعرضه لنفس إصابة الشخص الذي يزوره. بعد فترة وجيزة يتعرض المريض إلى انتكاسة صحية مفاجئة، غالبا ما يرجعها الطبيب إلى الظروف التي صاحبت وجوده ببيته بعد مغادرته المؤسسة الاستشفائية. بعد عودته إلى بيته من جديد، وتشديد أهله للمراقبة عليه، ومنع الزوار من ملاقاته، حفاظا على صحته ونفسيته، ينطلق هؤلاء الزوار في التعبير عن انزعاجهم وامتعاظهم من حرمانهم من ملاقاة المريض شخصيا للاطمئنان عليه من جديد.
لكن المنطقي في زيارة المريض، هو الزيارة الخفيفة، فالمريض ليس بحاجة إلى كثرة الكلام، بل يحتاج إلى راحة تامة، يتناول دواءه وينام كفاية، ولا يحتاج إلى الحديث عن الأمراض ومعاناة الناس، بل يرغب بما يعطيه أملا، وكل ما هو إيجابي، فالمريض بحاجة إلى زيارة خفيفة وحاملة للأمل وجمالية الحياة.
بالشفاء لجميع المرض، زوروا مرضاكم ويرحم من زار وخفف.
بقلم: وردة. ق